responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مباحث حول النبوات نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 364

اقتضاء لتكونوا مقبلين على الرجس والمعنى لا يجعل الرجس يقبل إليكم وقد ورد في الزيارة «لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها ولم تلبسك مدلهمات ثيابها» فهي مقبلة لا انتم مقبلين عليها، أو تعبير الدعاء «صلّ اللّهمّ على الدليل إليك في الليل الأليل، والماسك من أسبابك بحبل الشرف الأطول، والناصع الحسب في ذروة الكاهل الأعبل، والثابت القدم على زحاليفها في الزمن الأول» زحلفات عجيبة كانت في قريش فكل أوكار الفساد والفحشاء كانت مجتمعة في زمن الجاهلية، وهذه احد معاجز الأنبياء وهي اعتصامه في الاوضاع والمؤثرات، وفي احتجاج النبي (ص) «أو تظنون بشر من نفسه لا زلل ولا خطل ...» ففي أربعين سنة رغم شدة البيئات الفاسدة فيكم أيستعصم من نفسه، ومعنى هذا أيضا حتى في العصمة النازلة مدد من الله عز وجل‌(قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَ إِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَ أَكُنْ مِنَ الْجاهِلِينَ) [1] فحتى هذه النفوس النازلة التي هي طاهرة ومعصومة لو لم تمدد بعصمة من الله تعالى لأقبلت في المدلهمات أو الرجس، فهي طهارة ذاتية وعصمة في نفسها ولكن لابد أن تمدد بعصمة سانده من الباري تكون لدنية وتسديديه‌(إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ) فنفس الرجس ليس موجود في طينتكم ولكن لابد من مدد بعصمة زائدة لكي لا تتلوث هذه الطهارة الذاتية بنجاسة عرضية وهي قد أكملت فيهم‌(وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) وإنما أريد أن‌


[1] سورة يوسف: الآية 33.

نام کتاب : مباحث حول النبوات نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 364
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست