ولذلك رغم أنَّهم يؤمنون بالله أيّ يقرّون بالشهادة الأُولى ولا يقرّون بالشهادة الثَّانية للرسول يعد ويعتبر الله سُبْحَانَهُ وتعالى طوافهم وحجّهم وعبادتهم وتقربّهم إليه بعداً عنه ونجاسة ينبغي إزالتها وإبعادها عَنْ المسجد الحرام، قال تعالى:(إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا) [1].

فتحصّل إنَّ الولاية ركنٌ والأصول والصَّلاة ركنٌ الفروع والرُّكن الفرعي متقوّم بالركن الأصولي (الاعتقادي) ولا ينفع الفرع بلا أصل يقوّمه.

2- والولاية الَّتِي لمْ يناد بشي‌ء كما نودي بها ... لها وجه وعنوان آخر وَهُوَ المودة (مودة الله ورسوله، أهل بيته (ص)). (وقدْ عظّم الله سُبْحَانَهُ وتعالى في القُرآن المودة، حيث قال تعالى:(قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى‌) [2]. فجعل أجر الرسالة، بالرسالة كُلّها في هذهِ المودّة، كَمَا في آية أُخرى أيضاً حَيْثُ ربطت الولاية بالرسالة، حَيْثُ كانت هي الرسالة، قال تعالى:(يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) [3]. فإذا كَانَت المودّة أجر الرسالة، وإذا كانت المودّة وكُلّ المودة تجعل في ذي القربى أيّ لا مودّة إلّا مودّتهم فلا آباء ولا أبناء، ولا زوجة ولا بيت ولا أيّ عنوان دنيوي إلّا عنوان مودتهم، لذلك ننادي المعصوم (ع) «بأبي أنت وأمي يا بن رسول الله» [4] بلْ ولا حتّى مودّة الصَّلاة

[1] سورة التوبة: الآية 28.

[2] سورة الشورى: الآية 24.

[3] سورة المائدة: الآية 67.

[4] مصباح المتهجّد للطوسي: 721.