responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 29

وأمَّا قوله تعالى:(وَ آخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَ إِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ) [1]، فإنَّ الإرجاء نوع مِنْ البداء ومرتبة منه مُخْتلِفة عَنْ المراتب الأُخرى، فهي لَيسَ في بدء الخلق ولا في الزيادة في الخلق، بلْ هِيَ في الإرجاء لأمر الله فإما أنْ يعذبهم أو يعفو عنهم، وأمَّا قوله تعالى:(وَ ما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَ لا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتابٍ) [2]. فَهُوَ لأجل بيان إنَّ زيادة عمر أو نقصانه لا يكون إلّا بكتاب وإنَّ أمر الكتاب بيده تعالى إنْ شاء زاد في الكتاب عمره فيزيد في الواقع الخارجي أو نقص في الكتاب فينقص‌ [3].

وَقَد أُشير إلى بيان ارتباط هَذِهِ الآيات بالبداء في حديث سليمان المروزي مَعَ الإمام الرضا (ع): قال سليمان: لأنَّه قدْ فرغ مِنْ الأمر فليس يزيد فيه شيئاً.

قال الرضا (ع): هَذا قول اليهود فكيف قال تعالى:(ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [4].

قال سليمان: إنَّما عنى بذلك إنَّه قادر عليه.

قال (ع): أفيعد ما لا يفي به، فكيف؟

قال (ع):(يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ) وقال عَزَّ وَجَلَ‌(يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) وقدْ فرغ مِنْ الأمر فلم يجد جواباً [5].

ولعلَّه يكون هُناك استغراب مِنْ التعريف الذي قدّمناه، فإنَّ الآية الَّتِي‌


[1] سورة فاطر: الآية 1.

[2] سورة التوبة: الآية 106.

[3] وهذهِ الآيات في معنى البداء مقتبسة مِنْ مناظرة الإمام مَعَ سليمان (متكلم خراسان) حيث سأله عَنْ آيات البداء فأورد هذهِ الآيات السبع مُبيّناً مِنْ خلالها إنَّ البداء أنواع ومراتب.

[4] سورة فاطر: الآية 11.

[5] عيون أخبار الرضا (ع): ج 199: 1؛ بحار الأنوار: ج 336: 10.

نام کتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست