responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 22

العذاب عليهم، كذلك نوح بَعْدَ أنْ أُخبره الله بنجاته هُوَ وأهله أخذ يطلب مِنْ الله نجاة ابنه، قال تعالى:(وَ نادى‌ نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَ إِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَ أَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ) [1].

أيّ أنَّ وعدك حقّ لا ريب فيه وأنت وعدتني بنجاة أهلي، وأنَّ ابني مِنْ أهلي، فلماذا لا ينجو؟ فأتاه الجواب:(إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ) [2](فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ) [3].

أمَّا أهل البيت (عليهم السلام)، فالأمر مُختلفٌ تماماً، فنلاحظ سلوكاً معرفياً سطّره سيد الشهداء مِنْ خلال الطّف، تأخذ منه الأفراد والمُجتمعات والدول مفهوماً توحيدياً، وهكذا كُلّ المعصومين (عليهم السلام) فهَذا سيّد الأوصياء في كُلّ حركاته وفي كُلّ حروبه، ولو نظرته في معركة الجمل- مثلًا- كَانَ يُقاتل مِنْ جهة الحيطة والحذر قتال مَنْ لا يقين له بالنصر رغم يقينه بالنصر.

والأمر أوضح بكثير في سيرة سيّد الأنبياء حيث كَانَ يُجاهد ويُكابد مُنْذُ بدء الدعوة إلى رحيله المُبارك، رغم البشارات الكثيرة الكثيرة بالنصر، كما نقرأ- في زيارته-: «السَّلام عَلَى المنصور المؤيد ...» [4].

بلْ هُوَ موعود بالفتح وإظهار الدِّين عَلَى الدِّين كُلّه، قال تعالى:(لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) [5] مَعَ ذلك نراه يُجاهد ويُكابد، وكأنه لمْ يخبر


[1] سورة هود: الآية 45.

[2] سورة هود: الآية 46.

[3] نفس الآية السابقة.

[4] المزار: 206.

[5] سورة التوبة: الآية 33.

نام کتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست