نام کتاب : سند العروة الوثقى، كتاب الإجتهاد و التقليد نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 394
لتغييرها موضوع الحكم ولا يلتفت ويفطن إليها إلا صاحب
النباهة والفطانة بما عليه العرف من واقع سواء عرف عام أو خاص أو خصوصيات فهو يرجع
إلى تشخيص صغريات الحكم الفقهي بل وقد يرتبط الذوق العرفي بتشخيص أصل الكبرويات
كما هو في تحديد معقد السيرة العقلائية بإنها تنجيز أوتعذير أو سيرة احتياطية أو
غيرها. ولهذا يحكى عن بعض الفقهاء أنهم يتتبعون أخبار وأحوال زمانهم كما عن المفضل
بن عمر، عن أبي عبد الله (ع) قال:
«يا مفضل ...
والعالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس»
[1]، إذ له تأثير كبير في تحديد الصغرى ومن ذلك ما ذكرناه من
مصادرة وزارة الاوقاف لمسجد الشيخ الكليني (رحمه الله) فقد استفتي السيد أبو الحسن
الاصفهاني (قدس سره) عن بيع فرش المسجد إذا كان قديماً فأجاب بعدم الجواز، ثم
استفتي مجتهد آخر معاصر له فأجاز وفي اليوم التالي صادروا المسجد وغيروا اسم الشيخ
الكليني ونسبوا قبره إلى آخر، فالغاية التي وراء السؤال عن بيع الفرش وتمييز أن
المقصود هو غير السؤال يحتاج إلى فراسة وذوق عرفي يتعرف به على طبيعة السائلين ومن
ذلك ما ينقل عنه (قدس سره) أنه استُفتي من قبل أهل اصفهان في بيع وقف على مدرسة
فأجاب إذا كان البائع
شسند العروة الوثقى،
كتاب الإجتهاد و التقليد، ج1، ص: 395
مجتهدا فيحمل فعله على الصحة وإذا كان عاميا فلا، وكان
هؤلاء السائلون يريدون اسقاط بعض المجتهدين في اصفهان.
الحيثية الرابعة عشر: الاحاطة بالعلوم والبحوث التخصصية والميدانية المرتبطة بالموضوعات:
وهي تصب في الذوق العرفي في الموضوعات وهي الاطلاع الموضوعي
بتوسط العلوم التخصصية في الموضوعات فهذه لا تؤثر فقط في الجزئيات والتطبيقات بل
يؤثر في استنباط الكليات. مثل المسائل المتعلقة بعلم الفلك فيرجع في تحديد الموضوع
إلى الرأي الرسمي وهو رأي النخبة من أهل ذلك العلم ومثل الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر فإن ما يتعلق بموضوعه هو علم الاجتماع فمن عنده فلسفة علم الاجتماع ويلم
بعلم النفس الاجتماعي يكون أكثر تبحراً بباب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن
بيئته بيئة اجتماعية فإذا رأى الفقيه ظاهرة معينة من المنكر فالمفروض اختيار
الالية المثلى في رفع وقلع المنكر وهذه لا تتم إلا بالاطلاع على العلوم التخصصية
في تحديد الموضوعات فهذه الحيثية مهمة جداً.
وبالجملة فالاطلاع على موضوعات الابواب بمصادرها التخصصية
والميدانية مؤثر، وهو شبيه بالذوق العرفي، غاية الأمر أن هذه بحوث تفصيلية تخصيصة
علمية، وأما الذوق العرفي فهو آليات إجمالية في
نام کتاب : سند العروة الوثقى، كتاب الإجتهاد و التقليد نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 394