responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل الشهيد الثاني نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 2  صفحه : 718

و بالجملة فلا بدّ من القول بخروج هذا بالاتّفاق عليه، أو بالقول الثالث و هما متقاربان في المعنى. و الله أعلم.

[المبحث] الخامس «الرحمن الرحيم»

و الكلام فيهما في موضعَيْن:

الأوّل: هل هما اسمان أو صفتان.

الأكثر على الثاني، و أنّ أصلهما الذي اشْتُقّا منه واحد، و له ثلاث لغات: رَحِم و رَحَم و رَحُم، و هي في اللغة عبارة عن رقّة القلب و التعطّف المقتضي للإحسان، هكذا ذكره الجوهري. [1] و على هذا فإطلاق الاسمين عليه تعالى بضربٍ من التجوّز؛ لأنّه متعالٍ عن الوصف بالرقّة [2]؛ لأنّها من لوازم الأجسام، لكن لمّا كان الإحسان مسبّباً عن الرقّة أو غايةً لها أُطلق ذلك عليه تعالى مجازاً بهاتَيْن الجهتَيْن، و هما من مشاهير أنواع المجاز [3].

و على هذا يُحْمَلُ باقي أسماء صفاته الموهمة للجسميّة، كاليدِ و العينِ


[1] «الصحاح» ج 5، ص 1929، «رحم».

[2] في «نهج البلاغة» ص 258، الخطبة 179: «رحيم لا يُوصَفُ بالرقّة».

[3] قال الراغب في «المفردات» ص 170، «رحم»: الرحمةُ رقّة تقتضي الإحسانَ إلى المرحوم، و قد تستعمل تارةً في الرقّة المجرّدة و تارةً في الإحسان المجرّد عن الرقّة نحو رحم الله فلاناً. و إذا وصف به البارئ فليس يراد به إلا الإحسان المجرّد دون الرقّة». و على هذا فلا تجوّزَ؛ بل في «أمالي المرتضى» ج 1، ص 52، المجلس 6: «إمّا الرحمة فليست رقّة القلب كما ظنّه السائل؛ لكنّه فعل النعم و الإحسان، يدلّ على ذلك أنّ مَن أحسن إلى غيره و أنعم عليه يوصف بأنّه رحيم به و إن لم تعلم منه رقّةُ قلبٍ عليه؛ بل وصفُهم بالرحمة مَن لا يعهدون منه رقّةَ قلبٍ أقوى من وصفهم الرقيقَ القلب بذلك .. و قد وَصَف اللهُ تعالى القرآنَ بأنّه هدًى و رحمة من حيث كانت نعمةً و لا يتأتّى في القرآن ما ظنّوه. و إنّما وُصفت رقّة القلب بأنّها رحمة؛ لأنّها ممّا تجاوره الرحمة التي هي النعمة في الأكثر».

نام کتاب : رسائل الشهيد الثاني نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 2  صفحه : 718
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست