نام کتاب : رسائل الشهيد الثاني نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 2 صفحه : 714
و قيل: إنّه مشتقّ مِنْ «لاهَ يَليهُ [1] أو يَلُوهُ [2]» إذا استحيا [3]. قال الشاعر:
لَاهَتْ عن العين سَعْدى بعد زورتها حتّى كأنّ لقاها كان في الحُلم و الربّ سبحانه لطيف لٰا تُدْرِكُهُ الْأَبْصٰارُ و لا تحدّه الأفكار، مُحْتَجِب بجلاله عن الأفكار.
و قيل: مِنْ «لاه» إذا ارتفع؛ [4] لأنّه مرتفع عن مماثلة المخلوقين.
أو مِنْ «لَاه» إذا رفع، و هو الرافع.
و هذه الأقوال أولى من الأُولى؛ لما ذكرناه آنفاً حيث سَلِمَتْ من تلك الإيرادات.
[الوجه] الثاني: البحثُ عن علميته:
لا ريب في كونه عَلَماً على الذات المقدّسة على ما يأتي تحقيقه، لكن الاسم باعتبار العَلَمية إنّما وضع لتعريف المسمّى.
فإنْ كان الواضعُ هو الله تعالى و قَصَدَ تعريفَ نَفْسِه فهو محال؛ لأنّه لو احتاج في علمه بنفسه إلى مُعَرّف كان ممكناً. و إن قَصَدَ تعريفَ غيره فمحال أيْضاً؛ لامتناع الإحاطة به، إذ من شرط العَلَمية كونُ الذات ملحوظةً مُدْرَكَةً على وجهٍ جزئي بحيث يمنع العقلُ من إمكان فرض الاشتراك فيها، و ليس كذلك هنا؛ لأنّه لا يدركها إلا بمفهومات كلّيّة منحصرة في الأفراد.
[1] حُكِيَ عن سيبويه في «شرح الكافية» ج 1، ص 145 حيث قال: «و جوّز سيبويه أنْ يكونَ الله من لاه يليه ليهاً أي استتر»؛ و «القاموس» ص 1617، «لاه».
[2] «التفسير الكبير» ج 1، ص 160، ذيل الآية 1 من الحمد (1)؛ و قال ابن الأنباري في «البيان» ج 1، ص 33: «قيل: هو من لاهت العروس تلوه إذا احتجبت».