responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل الشهيد الثاني نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 62

و هذه القُوى الثلاثُ متباينة جدّاً، فمتى غلبَتْ إحداها انْقَهَرتِ الباقيتانِ، و ربما أبْطَلَ بعضُها فعلَ البعض.

و الفضيلةُ للإنسان تَحْصُلُ بتعديل هذه القُوى:

فالعاقلةُ تَحْصُلُ مِن تعديلها فضيلةُ العلم و الحكمةِ.

و الغضبيةُ تَحْصُلُ من تعديلها فضيلة الحِلْم و الشجاعةِ.

و الشهَويةُ تَحْصُلُ من تعديلها فضيلةُ العِفّةِ.

فالحكمةُ حينئذٍ مَلَكة تَحْصُلُ للنفسِ عند اعتدال حركتها تحت سلطان العقل، بها يكون شوقها إلى المعارف الصحيحة تَصْدُرُ عنها الأفعالُ المتوسّطةُ بين أفعال الجرْبزَةِ، التي هي استعمالُ الفكر فيما لا يجب، و هي طرف الإفراط. و الغَباوةِ، التي هي تعطيل قوّةِ الفكر بالاختيار لا بالخلقة، و هي طرف التفريط.

و الشجاعة التي هي فضيلة القوّةِ السبُعيةِ الغضبيةِ مَلَكة تَحْصُلُ عند اعتدال هذه القوّة تحتَ تصرّفِ العقل، بها تَصْدُرُ الأفعالُ المتوسّطةُ بينَ أفعال التهوّرِ الذي هو الإقدامُ على ما لا ينبغي الإقدام عليه لحصول أمارة الهلاك أو غير ذلك، و هو طرف الإفراط لهذه القوّة؛ و الجُبْنِ الذي هو الخوفُ ممّا لا ينبغي الخوفُ منه، و هو طرف التفريط.

و العفّة مَلَكَة تَصْدُرُ عن اعتدال حركة القوّة الشهوية تحت تصرّف العقل، بها تكون الأفعالُ المتوسّطة بين أفعال الشرَهِ، و هو الانهماكُ في اللَّذّات و الخروجُ فيها إلى ما لا ينبغي، و هو طرف الإفراط؛ و الخُمُودِ الذي هو سكون النفس عن اللَّذّة الجميلة التي يحْتاجُ إليها لمصالحِ البدن ممّا رَخّصَتْ فيه الشريعةُ.

و إذا حَصَلَتْ هذه الفضائلُ الثلاثُ و تَسالَمَتْ باعتدال القُوى الثلاثِ، حَدَثَتْ

نام کتاب : رسائل الشهيد الثاني نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست