responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل الشهيد الثاني نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 169

الواضحةِ المعروفةِ أنّ القوّة العاقلةَ أعظمُ اطّلاعاً مِن القوّة الباصرةِ و أخَواتِها من الحواسّ الظاهرة؛ لأنّها إنّما تُدْركُ المحسوساتِ،

[التحذير من إغواء الشيطان في النية]

و القوّةُ العاقلةُ تَتَصَوّرُ فتنتَقِشُ فيها صُوَرُ المحسوساتِ و المعقولات؛ فكيف يُسْتَصْعَبُ حينئذٍ استحضارُ معاني كلماتٍ يسيرةٍ واضحةٍ بالبال، لولا معارَضَةُ الشيطانِ الغَويّ المشوّشِ للفكر و الخَيالِ، و قد روى زُرارةُ في الصحيح عن الصادق (عليه السلام) أنّه قال:

لا تُعَوّدوا الخبيثَ مِن أنفسكم نقضَ الصلاة فتُطْمِعوه؛ فإنّ الشيطانَ خبيث معتاد لِما عُوّدَ، فلْيَمْضِ أحدُكم في الوَهْمِ، و لا يُكْثِرَنّ نَقْضَ الصلاة؛ فإنّه إذا فَعَلَ ذلك مرّاتٍ لم يَعُدْ إليه الشكّ ثمّ قال (عليه السلام): إنّما يُريدُ الخبيثُ أنْ يُطاعَ، فإذا عُصِيَ لم يَعُدْ إلى أحدكم [1].

و اعلم (وَقّفَك اللهُ على الحقائقِ، و وَفّقَكَ لِعُروج مَعارِجها و الترقّي إلى مدارِجها) أنّ الصلاةَ باب عظيم مِنْ أبواب الخير، أكْرمَ اللهُ بها عبادَه و وَصَفَها بأوصافٍ بالغةٍ في الزيادة، و جَعَلَها في كتابه العزيز ناهيةً عن الفحشاء و المنكر، و على لسانِ نبيّه أقربَ منازلِ القُرب إليه تعالى: قال تعالى إِنَّ الصَّلٰاةَ تَنْهىٰ عَنِ الْفَحْشٰاءِ وَ الْمُنْكَرِ [2] و عنه (صلّى الله عليه و آله): «أقربُ ما يكونُ العبدُ إلى الله تعالى إذا قام إلى الصلاة» [3].

فلا ينبغي للعاقل أنْ يَجْعَلَ هذه العبادةَ العظيمةَ و الجواهرَ الثمينةَ الناهيةَ عن


[1] «الكافي» ج 3، ص 358، باب من شكّ في صلاته كلّها و لم يدر زاد أو ..، ح 2؛ «تهذيب الأحكام» ج 2، ص 188، ح 747، باب أحكام السهو في الصلاة و ما يجب منه إعادة الصلاة، ح 48؛ «الاستبصار» ج 1، ص 374 375، ح 1422، باب مَنْ شَكّ فلم يَدْرِ صلّى ركعةً أو ..، ح 5.

[2] العنكبوت (29): 45.

[3] لم أجده بهذا اللفظ، بل روي عنه (صلّى الله عليه و آله) في «صحيح مسلم» ج 1، ص 350، ح 482، كتاب الصلاة، ح 215: «أقرب ما يكون العبد من ربّه و هو ساجد»، و في «كنز العمّال» ج 2، ص 292، ح 28935: «أقربُ ما يكون العبد إلى الله و هو ساجد».

نام کتاب : رسائل الشهيد الثاني نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 169
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست