فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ وَسْطِ الْقَوْمِ، فَقَالَ لَهُ: أَيْنَ جَبْرَئِيلُ (عليه السلام) فِي هَذَا السَّاعَةِ؟
فَرَمَقَ [1] بِطَرْفِهِ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ رَمَقَ إِلَى الْمَغْرِبِ، ثُمَّ لَمْ يُخْلِ مَوْضِعاً، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ: يَا ذَا الشَّيْخُ، أَنْتَ جَبْرَئِيلُ فَصَفَقَ طَائِراً مِنْ بَيْنِ النَّاسِ.
فَضَجَّ مِنْ ذَلِكَ الْحَاضِرُونَ، وَ قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ حَقّاً حَقّاً [2]
. (21) (حديث علي خير الأوصياء)
وَ مِمَّا رَوَاهُ مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ (عليه السلام) قَالَ: إِنَّهُ كَانَ وَصِيُّ آدَمَ: شَيْثَ بْنَ آدَمَ هِبَةَ اللَّهِ، وَ كَانَ وَصِيُّ نُوحٍ: سام [سَاماً، وَ كَانَ وَصِيُّ إِبْرَاهِيمَ: إِسْمَاعِيلَ، وَ كَانَ وَصِيُّ مُوسَى: يُوشَعَ بْنَ نُونٍ، وَ كَانَ وَصِيُّ دَاوُدَ: سُلَيْمَانَ، وَ كَانَ وَصِيُّ عِيسَى: شَمْعُونَ، وَ كَانَ وَصِيُّ مُحَمَّدٍ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام) خَيْرَ الْأَوْصِيَاءِ [3]
. (22) (حديث علي الكوكب الدريّ)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ البداودي، عَنْ زَيْدِ بْنِ حَارِثٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ «رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ»، [عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ] [4] قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، إِذْ قَامَ وَ رَكَعَ وَ سَجَدَ شُكْراً لِلَّهِ تَعَالَى، وَ قَالَ: يَا جُنْدَبُ، مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى آدَمَ فِي عِلْمِهِ، وَ إِلَى نُوحٍ فِي فَهْمِهِ، وَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ فِي خَلَّتِهِ، وَ إِلَى مُوسَى فِي مُنَاجَاتِهِ، وَ إِلَى عِيسَى فِي سِيَاحَتِهِ، وَ إِلَى أَيُّوبَ فِي
[1] رمقه: لحظه لحظا خفيفا.
[2] عنه البحار: 39/ 108 ح 13 و عن الفضائل: 98، و أخرجه في مدينة المعاجز: 1/ 112 ح 64، عن البرسيّ.
[3] الفضائل: 98، المناقب لأبن شهر آشوب: 3/ 47 (مثله)، عنه البحار: 38 ج 2 ضمن ح 1.
[4] ما أثبتناه من البحار و الفضائل، و ليس في الاصل.