responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدولة الاسلامية نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 75

وهنا ينبغي التأمّل في كيفية حركة الإنسان نحو الخطأ دون أن يعلم ذلك، ويبدو أنّ مشكلتنا أنّنا نصاب بالخطأ، الذي يفرزه عمى البصيرة وحسن الظنّ في أكثر القضايا التي نتعايش معها، في حين لا نشعر بأيّ خطر و مصيبة سنتعرّض لها، والحال أنّ المصيبة محدقة بنا من كلّ صوب.

فعلى سبيل المثال نرى فرداً مريضاً طريح الفراش يئنّ ليلًا ونهاراً من شدّة الألم لسنوات، إلّاأنّنا وبسبب شعورنا بالصحة والعافية وعدم وجود أيّ توعّك في صحّتنا لا نفكِّر أبداً في أنّ مثل هذه الصحّة والعافية ليست دائمة لنا.

لا نرى أنّنا سنصاب يوماً بمثل هذا المرض أو ما هو أسوأ منه، وكأنّنا قد استثنينا من قانون المرض.

فهل فكّر مثل ذلك المريض الذي كان يتمتّع بكلّ أسباب الصحة والسلامة أنّه سيكون طريح الفراش؟ بإمكانكم أن تزوروا جميع المستشفيات وتتحدّثوا إلى كافّة المرضى فسترون بأنّ أحداً لم يفكّر منهم حين كان سالماً بأنّه سيرقد يوماً ما في المستشفى.

وعليه فالإنسان إنّما يغفل حتّى عن القضايا البديهية التي تتربّص بجميع الأفراد، بل قيل عن هذا الإنسان: إنّه يقضي عمره في الغفلة، وأيّ غفلة؟ غفلة عن القضايا التي ليس في حدوثها ما يثير العجب والدهشة، فهي قضايا طبيعية يمكن حدوثها في كلّ آن.

فإذا غفل الإنسان العادي الفاقد للقدرة في حياته اليومية عن وقوع مثل هذه القضايا العادية، فما ظنّك به إذا شعر بتنامي شوكة قدرته وغرق في بحر غفلته؟! فالواقع أنّ أعظم آفات القدرة هي هذه الغفلة والأخطاء الجسام التي تجرّها على الأفراد بالمناسبة، فمن المتعذّر أن ينال الإنسان قدرة ولا يتأثّر بها ويفقد توازنه من جرّائها.

فالإنسان مبتلى بهذا الضعف الروحي الذي يجعله بمجرّد نيله لهذه القدرة

نام کتاب : الدولة الاسلامية نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست