يعيش
مجتمعنا الإسلامي المعاصر ذروة العناية الإلهية والإمدادات الغيبية والنصرة
الإلهية أكثر من أيّ وقت مضى، ولا سيّما في جبهات الحقّ ضدّ الباطل حيث يشعر
الإخوة المقاتلون ويلمسون هذا المعنى أكثر من غيرهم.
لقد
صرّح القرآن الكريم ونهج البلاغة بأنّ الإمداد الغيبي والعناية الإلهية مُشرعة
بنصرة الحقّ.
ولابدّ
من الردّ على إشكال من أجل اتّضاح مفهوم النصرة.
فلعلّ
هناك من يقول ما هو مصداق هذه النصرة ولِمَن تبذل ومَن يحتاج إليها؟ لنفترض أنّي
قلت:
ساعدت
المليونير الفلاني بمائة دينار، أفلا يضحك عليّ الآخرون؟ بينما سيثنون عليّ إذا
قلت: ساعدت الفقير فلاناً بمبلغ من المال، ماذا تعني نصرة اللَّه؟ هل اللَّه
محتاج؟ هل هناك من ضعف ونقص يمكن تصوّره بحقّ اللَّه؟ فإن قيل: المراد نصرة الشرع
وأحكام الدين، قلنا: فهل اللَّه عاجز عن تطبيق أحكامه وأوامره؟ للإجابة على
الإشكال المذكور نرى من الضروري استعراض ميزة القوانين الإلهية عمّا عليه الحال
بالنسبة للقوانين الوضعية التي يشرّعها الإنسان.
إرادة
ذاتية، لا تنفيذ قسري
لا
يهدف مشرّعو القوانين- وسائر العاملين في السلطة التشريعة- إلّاإلى تطبيق القوانين
وتنفيذها، بغضّ النظر عن الطريقة التي يتمّ بواسطتها تنفيذ