responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدولة الاسلامية نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 28

فكانت أوّل خطوة اتّخذها علي عليه السلام بهذا الشأن أن اختار أحد ثقاته وهو «قيس بن‌سعد بن‌عبادة» ليولّيه مصر، ولم‌يكد قيس يصل‌مصر ويتصدّى لولايتها، حتّى رأى معاوية- الذي كان يطمع بمصر و يحلم بضمّها إلى نفوذه، إلى جانب عدائه المعروف لأمير المؤمنين عليه السلام ومحاولته إثارة الفتن والبلابل- الفرصة مناسبة، فانتهزها ليكتب رسالة إلى قيس يقترح عليه فيها التخلّي عن علي عليه السلام ومبايعته.

وقد نمّق معاوية رسالته بمختلف الحيل والخدع والأساليب الرذيلة الرخيصة، فقد أغرى قيساً من جانب ومنّاه بوعود ضخمة معسولة، كما اتّهم من جانب آخر عليّاً عليه السلام بالضلوع في قتل عثمان و لم يتورّع عن وصفه بالقاتل في رسالته.

إلّا أنّ هذه الترّهات لم يكن لها أدنى تأثير على قيس ولم تحرفه عن طريقه قيد أنملة، غير أنّ قيساً الذي ورد مصر لتوّه ولم يكن على علم بأوضاعها ولم يتمكّن من السيطرة عليها، إلى جانب حداثة حكومة علي عليه السلام، فهو كان لا يعلم بكيفية التعامل مع مثل هذه الخدع بغية عدم زلزلة أركان الحكومة الإسلامية، الأمر الذي جعله لا يردّ بصراحة على اقتراح معاوية، فكتب له رسالة جوابية ذات وجهين كي لاتكون ذريعة تمكّن معاوية من استغلالها، فما كان من معاوية إلّاأن كتب رسالة ثانية لجأ فيها إلى الترهيب بدلًا من الترغيب فقد توعّد قيساً وهدّده بالبيعة له.

فلم يكن أمام قيس من سبيل سوى أن ردّ على رسالته بشدّة وأعلن فيها عن مدى وفائه لعلي عليه السلام حيث خاطبه قائلًا: «أمّا بعد، فإنّما أنت وثن من أوثان مكّة، دخلت في الإسلام كارهاً وخرجت منه طائعاً» [1].

فلمّا وصلت رسالته إلى معاوية


[1]تاريخ اليعقوبي 2: 187.

نام کتاب : الدولة الاسلامية نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست