responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدولة الاسلامية نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 113

لا ينظر علي عليه السلام لقضية من جانب دون آخر، بل عادة ما ينظرها من كافّة جوانبها وأبعادها، ففي الوقت الذي يتطرّق فيه إلى وظائف قادة الجيش والصفات التي ينبغي أن يتحلّون بها، يذكر إلى جانب ذلك وظائف ولي الأمر زعيم الدولة الإسلاميّة حيال الامراء والجيش.

ويلخّص وظائف الحاكم في ما يلي: 1- العطف التامّ والشفقة بالامراء كشفقة الوالدين على أولادهم.

2- إمدادهم بكافّة أسباب القوّة وعدم التواني عن كلّ ما من شأنه مضاعفة قدرتهم وتنامي شوكتهم.

3- الاهتمام المتواصل بهم، بمعنى التعرّف على أُمور حياتهم واللطف بهم واحاطتهم بالرعاية والمودّة وعدم تحقير هذا الأمر والاستخفاف به؛ فإنّ القادة والجنود يحسنون الظنّ بالوالي عند رعايتهم وتفقّد أُمورهم، الأمر الذي يؤدّي بالتالي إلى معاضدته والتضحية من أجله.

4- لا ينبغي أن يكتفي الوالي بمتابعة المهمّ من شؤون حياتهم ويتحفّظ عن صغائرها، فلعلّ بعض الأعمال الصغيرة واليسيرة تلعب دوراً مهمّاً في تأليف قلوبهم والاستحواذ عليها.

فقد قال عليه السلام بهذا الشأن: «ثُمَّ تَفَقَّدْ مِنْ أُمُورِهِمْ مَا يَتَفَقَّدُ الْوَالِدَانِ مِنْ وَلَدِهِمَا، وَلَا يَتَفَاقَمَنَّ فِي نَفْسِكَ شَيْ‌ءٌ قَوَّيْتَهُمْ بِهِ، وَلَا تَحْقِرَنَّ لُطْفاً تَعَاهَدْتَهُمْ بِهِ وَإِنْ قَلَّ، فَإِنَّهُ دَاعِيَةٌ لَهُمْ إِلَى بَذْلِ النَّصِيحَةِ لَكَ، وَحُسْنِ الظَّنِّ بِكَ، وَلَا تَدَعْ تَفَقُّدَ لَطِيفِ أُمُورِهِمُ اتِّكَالًا عَلَى جَسِيمِهَا، فَإِنَّ لِلْيَسِيرِ مِنْ لُطْفِكَ مَوْضِعاً يَنْتَفِعُونَ بِهِ، وَلِلْجَسِيمِ مَوْقِعاً لَا يَسْتَغْنُونَ عَنْهُ».

فهناك لطائف جمّة تضمّنها كلامه عليه السلام، ومنها أنّ اختيار الامراء الأكفّاء على أساس الضوابط المشار إليها أمر صعب، وأنّ الظفَرَ بمثل هؤلاء الأفراد وتنصيبهم‌

نام کتاب : الدولة الاسلامية نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست