[1]. إنّنا نعلم أنّه لم يستفد المجتمع العربي
في عصر الإمام عليه السلام من وجود جامعة أو كلّية لتربية العناصر المطلوبة في
التصدّي للقيادة العسكرية، ولكنّه في نفس ذلك العصر فإنّ أصحاب البيوتات الصالحة
قد وجّهوا أبناءهم وربّوهم على عادات وسنن خاصّة، وفي ظلّ هذه التعليمات
والتوجيهات تعلّم أبناء تلك البيوتات الصالحة الفنون والآداب في المجال العسكري،
وقاتلوا في ميادين الحروب بشجاعة وبسالة وحصلوا على منزلة خاصّة في قلوب مختلف
طبقات المجتمع، الأمر الذي أدّى- وبشكل طبيعي- إلى تهيئة مستلزمات القيادة ووجود
القائد والناس المطيعين له.
وهذا
الأمر هو الذي نبّه عليه الإمام عليّ عليه السلام مالكاً في أن يقوم باستقطاب
العناصر الكفوءة من تلك البيوتات الصالحة وأهل السوابق الحسنة.