تتحدّث
هذه الآيات عن قصّة نبي من أنبياء بني إسرائيل، و طلب أتباعه منه بعث ملك و قائد
من أجل استعادة الأراضي السليبة، و نتعرّف في هذه القصة على شخص باسم طالوت الزعيم
المصطفى من قِبل اللَّه، و جالوت الدكتاتور الغاشم، فقد نزح بنو إسرائيل عن وطنهم
من جرّاء قهر جالوت و جبروته، و قد تركوا أموالهم و أبناءهم في قبضة جيش جالوت
ليعيشوا بعيدين عن وطنهم، فسألوا نبيّهم أن يبعث لهم قائداً لمقاتلة جالوت و
استعادة أراضيهم و العودة إلى ديارهم و أبنائهم فاستجاب لهم نبيّهم، فاصطفى لهم
اللَّه طالوت قائداً. و لكن لم يصمد للقتال إلّا فئة قليلة من تلك الجماعة
العظيمة، و أخيراً تمكّنت تلك الفئة القليلة بعد الاتّكال على اللَّه و الصبر و
الصمود من إلحاق الهزيمة بالعدو و الانتصار عليه. و نحاول الآن تسليط الضوء على
هذه الآيات للوقوف على بعض الأُمور: فقد طلبت جماعة عظيمة من نبيّها أن يختار لها
قائداً من أجل التخلّص من الأسر و النزوح و خوض معركة مقدّسة (في سبيل اللَّه)
فأراد ذلك النبي أن يعرف