مدى
استعدادهم للقِتال، فطرح عليهم هذا السؤال: هل أنتم مستعدّون لخوض القتال إذا كُتب
عليكم؟ فأجابوه جميعاً: و ما لنا ألّا نُقاتل في سبيل اللَّه، بعد أن فقدنا كلّ
شيء!
ملاحظة
مهمّة:
لقد
استعدّت تلك الجماعة و تأهّبت للقِتال من أجل استعادة وطنهم و تحريره من المحتلّين
الظلمة، و قد فوّضوا لنبيّهم اختيار قائد يقودهم. و هنا ورد التعبير عن هذه
المعركة بالقتال في سبيل اللَّه، و عليه: فإنّ القتال من أجل استقلال البلاد و
تطهيرها من دنس الأعداء يعتبر قتالًا في سبيل اللَّه، و لمّا كان الهدف الأصلي في
مثل هذه المعارك إحياء معالم الأنبياء و معارف الدين و تحقق كلمة التوحيد، فإنّ
أبطال هذه المعركة إنّما يُقاتلون في سبيل اللَّه، و هذا هو سبيل المجد و العظمة و
تنظيم شئون المجتمع و تحريره من براثن المستعمرين، أي أنّ المقاتلين و باتّكائهم
على اللَّه و القرب منه لا بدّ أن يكون هدفهم الأصلي هو تقوية الأسس الدينية و
التعاليم الإلهية؛ و سيضاعف هذا الهدف من قدرتهم القتالية بما يجعلهم يخرجون
منتصرين من تلك المعركة. و بناءً على هذا لا ينبغي أن يقتصر دافع القتال على
استعادة الأراضي المحتلّة، و لا بدّ أن يكون الدافع الرئيسي هو القتال في سبيل
اللَّه، و هو الدافع الذي يتضمّن الاستقلال و التحرير أيضاً، و بالنتيجة فإنّ مثل
هؤلاء المقاتلين سينتصرون و يهزمون الأعداء. إذن، فالاستقلال و النصر و طرد
الأعداء لا يقتصر على دافع حبّ الوطن فحسب، بل ينبغي أن يكون حبّ اللَّه هو الهدف،
و الذي تتمكّن البشرية من خلاله تحقيق الانتصارات الباهرة و الحصول على
الاستقلال.