ذلك
الرسول المبعوث هو معلّم تلك الذريّة، فقد قالا:
وَ ابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ ...
و حيث استجيب الدعاء المطلوب؛ و هو بعث محمّد صلى الله عليه و آله كنبيّ، و محمّد
من نسل إبراهيم و إسماعيل عليهما السلام و من نسل بني هاشم، فالطائفة التي يتوجّه
إليها التعليم و التزكية لا بدّ أن تكون تلك الطائفة الصالحة المُنقادة للَّه من
نسل بني هاشم. فالخلاصة، تفيد الآية: وَ ابْعَثْ
فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ ... أنّ نبي الإسلام صلى الله
عليه و آله يجب أن يتلو آيات القرآن على بني هاشم و يعلّمهم القرآن و أسرار
الدين، لينتهي بهم إلى التزكية و الطهر و النزاهة.
دليل
حي:
قلنا:
إنّ إبراهيم و إسماعيل عليهما السلام سألا اللَّه سبحانه أن يبعث من ذريّتهما
رسولًا من بني هاشم، ثمّ سألاه أن يعلّم هذا الرسول طائفة من بني هاشم خفايا الدين
و أسرار القرآن و معالم الإسلام. أمّا شاهدنا على ذلك فرواية وردت في تفسير
العياشي و هو من الكُتب المعتبرة، ففيه: عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبد اللّه
عليه السلام قال: قلت له: أخبرني عن امّة محمّد صلى الله عليه و آله من هم؟ قال:
أُمّة محمّد بنو هاشم خاصّة، قلت: فما الحجّة في امّة محمّد أنّهم أهل بيته الذين
ذكرت دون غيرهم؟ قال: قول اللَّه عزّ و جل:
وَ إِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَ إِسْماعِيلُ ...[1] فلمّا أجاب اللَّه إبراهيم و إسماعيل
و جعل من ذريتهما امّة مسلمة، و بعث فيها رسولًا منها- يعني من تلك الامّة- يتلو
عليهم آياته و يزكّيهم و يعلّمهم الكتاب و الحكمة
[2].