responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حماة الوحى نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 59

و يؤيّد ذلك ما ورد في النصوص الفقهيّة و آثار الأئمّة عليهم السلام، حيث وردت كلمة «العبيد و الإماء» حيثما كان الكلام عن العبد المملوك. على كلّ حال فإنّ العباد في الآية الشريفة هي جمع عابد. فقد ردّ الإمام الرضا عليه السلام على‌ العُلماء الذين قالوا: إنّ المراد بالآية الشريفة الأُمّة كلّها، بأنّ اللَّه أراد بها العترة الطاهرة، فاحتجّ عليه السلام بالآية الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا حيث المصطفى من العباد غير جميع العباد، فهو أضيق دائرة، و لمّا كان المصطفى يعني المنتخب الخالص، فإنّهم من العباد المخلصين و الموحّدين، و لذلك لا بدّ أن يكون هؤلاء الأفراد مصطَفين تامّي الإخلاص في عبادة الحقّ. و بعبارة أوضح: أنّ مُراد الآية: أخلص الناس في عبادة الحقّ من بين عباد اللَّه الموحّدين، و ليس هناك بين الناس أخلص في عبادة اللَّه تعالى- بعد النبيّ صلى الله عليه و آله- غير الأئمّة عليهم السلام. و لذلك قال عليه السلام: ليس المراد بالعباد- هنا بقرينة الاصطفاء- سوى العترة الطاهرة، فالقرآن يقول: ليس لكلّ فرد وراثة القرآن، و إنّ وراثته مختصّة بمن اصطفينا من العباد، و قال الرضا عليه السلام: نحن ورثة القرآن، فالأئمّة هم ورثة الكتاب، و لمّا كان الانتقال مُعتبر في مفهوم «الإرث» يتبيّن أنّ ما أفاض القرآن على النبي صلى الله عليه و آله إنّما ينتقل إلى الأئمّة الأطهار عليهم السلام، و نحن نعلم أنّ القرآن إنّما أفاض على‌ النبي الأكرم صلى الله عليه و آله العلم و الحكمة و الإمامة و الولاية و المسئولية و أمثال ذلك، و عليه:

فالأئمّة إنّما يرثون هذه الأمور عن النبي صلى الله عليه و آله. فكما أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عالم بدقائق القرآن و أسراره، فالأئمة عليهم السلام عالمون بها بالوراثة، و كما أنّ النبي يدرك بالوحي بطون القرآن، فإنّ للأئمّة مثل هذا الإدراك و الإحاطة بالوراثة. و أخيراً فكما أناط القرآن بالنبي صلى الله عليه و آله وظيفة الزعامة و تفسير الأحكام و بيان التعاليم و إمامة الأُمّة الإسلامية فإنّ الأئمّة عليهم السلام قد ورثوا عنه هذه الوظائف، و لذلك‌

نام کتاب : حماة الوحى نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست