جميعاً،
عن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن الريّان بن الصلت، عن الرضا
عليه السلام- في حديث- أنّه قال للعلماء في مجلس المأمون: أخبروني عن معنى هذه
الآية: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ
عِبادِنا[1]، فقالت العلماء: أراد اللَّه بذلك
الامّة كلّها، فقال الرضا عليه السلام: «بل أراد اللَّه- عزّ و جلّ- العترة
الطاهرة» [2].
بحث
مختصر:
الاصطفاء:
على وزن الافتعال و أصله من الصفو، و الصفو يعني الخالص، و عليه: فإنّ الاصطفاء
يعني الانتخاب الخالص، و المصطفى يعني المنتخب الخالص «صفوة الشيء: خالصه». عباد
جمع عبد، و العبد هنا بمعنى العابد، لا بمعنى المملوك؛ لأنّ جمع العبد بمعنى
المملوك هو عبيد. قال الراغب الأصفهاني في المفردات: «و جمع العبد الذي هو مسترقّ
عبيد، و جمع العبد الذي هو عابد عباد». و يؤيّد القرآن الكريم قول الراغب، فقد
نعتت جميع الآيات القرآنية التي تحدّثت عن الكُفّار الذين اتّبعوا هوى أنفسهم و
الأوثان بالعبيد، بينما أطلقت لفظ «العباد» على من عبد اللّه سبحانه، و لم تستعمل
لفظة «العباد» في مقابل «الإماء» إلّا في آية واحدة هي
وَ أَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَ الصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَ
إِمائِكُمْ[3]، و لا يبعد هنا أن تكون لفظة «العباد»
قد جاءت من أجل التشاكل اللفظي.