من
الروايات المشهورة و المعروفة بين الفريقين التي لا يشكّ أحد في تواتُر صدورها عن
النبي الأكرم صلى الله عليه و آله رواية الثقلين، و التي يمكن الجزم بأنّ دلالتها
صريحة في وجوب طاعة الأئمّة الأطهار عليهم السلام. و قد صرّح العالم النحرير شيخ
المشايخ و استاذ الفُقهاء الشيخ مرتضى الأنصاري في كتاب الرسائل- الذي يعدّ من
الكتب النفيسة في أُصول الفقه- في فصل حجيّة ظواهر الكتاب [1] قائلًا: «ليس لخبر الثقلين من ظهور
سوى في وجوب طاعة القرآن و العترة و حرمة مخالفتهما». و هنا لا بدّ من القول: بأنّ
النبي الأكرم صلى الله عليه و آله إنّما قال حديث الثقلين تأييداً و بياناً لقوله
سبحانه: أَطِيعُوا اللَّهَ و على ضوء الخبر
فإنّ العترة لا بدّ أن تكون في عرض القرآن الكريم، فالقرآن مُطاع و العترة مُطاعة
كذلك. و القرآن كتاب سماوي محيط عليم بكافّة الحوادث و الوقائع التي يعيشها
المسلمون، و قوانينه جارية إلى يوم القيامة، و هي أساس تشكيل الحكومة الإسلامية
على مدى التأريخ، و العترة المُرادفة للقرآن كذلك، و لذلك حين تطالعنا الأخبار
المتظافرة التي تصف أمير المؤمنين علي عليه السلام بأنّه القرآن الناطق [2] و الكتاب السماوي هو القرآن الصامت
فبالالتفات إلى آية أَطِيعُوا اللَّهَ و حديث الثقلين، و لا ينبغي أن يكون هناك شكّ و ترديد في هذا الأمر.
و رغم كون هذا الأمر غنيّاً عن التوضيح و أنّ مفاد خبر الثقلين هو ذات مفاد آية أَطِيعُوا اللَّهَ و لحصول المزيد من
الاطمئنان، لا بأس بتسليط الضوء على هذا الأمر، فنقول: هناك نوع من تجريد الفرد
المطيع من الاختيار في حياته في ظلّ الطاعة