و
التعاليم القرآنية؛ لأنّ ظاهر الآية أُولِي
الْأَمْرِ يقول: و أطيعوا أُولي الأمر، و لو اقتصرت طاعتهم على الأحكام
التعبديّة لما كان هناك من انسجام بين هذا الأمر و التعبير عنهم بولاة الأمر،
فالأمر الذي يُعنى به الشأن أو ذلك المعنى الاصطلاحي لا يمكن الاقتصار به على
أحكام الإسلام، بل يمكن القول: إنّهم ليسوا آمرين في تفسير أحكام القرآن و بيان
السُنّة النبويّة، إنّما هُم مفسّرون و شارحون. و من هنا يتبيّن أنّ ولاية الأمر
تشتمل على معنى أكثر شمولية من تفسير القرآن الكريم و تبيين الحلال و الحرام. و
عليه: فإنّ طاعة ولاة الأمر تعني الانقياد لهم في كافّة الشئون الاجتماعية و
المهامّ السياسية للبلاد الإسلامية، و إذا أصبحوا هم القادة و الزعماء وجب أن تكون
للإسلام مؤسّساته و جمعياته و حكومته التي تستند إلى القرآن و السنّة النبويّة،
فالأئمّة الأطهار هم رؤساء هذه الحكومة، و كما استطاع رسول اللَّه صلى الله عليه و
آله أن يشكّل الحكومة الإسلامية و يدير شئون البلاد، فقد تزعمها كذلك أمير
المؤمنين علي عليه السلام معتمداً نفس الاسس و الخطط التي اعتمدها النبي صلى الله
عليه و آله. و لدينا بعض الروايات التي تؤكّد هذا الأمر: فقد صرّحت بعض الروايات
المعتبرة في كتاب الكافي و غيره بهذا المضمون:
«نزلت: أطيعوا اللَّه و أطيعوا الرسول ... فقال
رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في علي عليه السلام: ألا من كنت مولاه فعليّ
مولاه» [1]. إذن فالآية «أطيعوا اللَّه ....»
بانية دعامة الوحدة الإسلامية و الحكومة الإسلامية، و معتبرة الأئمّة الأطهار
زعماء هذه الحكومة.
الحديث
الثاني:
محمّد
بن يعقوب الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن
[1] الكافي 1: 286 ح 1، و عنه تفسير كنز الدقائق
3: 496- 497.