خفايا
الناس، أمّا ذيل الآية فقد ورد لفظ الجلالة متّصفاً بعالم الغيب و الشهادة، و هذا
العالم هو اللَّه الذي ذكر في صدر الآية، و عليه: فكما أنّ اللَّه عالم الغيب فإنّ
رسول اللَّه و بعناية الحقّ سبحانه في طول هذه المزية الإلهية الذاتية- لأنّها
وردت في طول اللَّه في الآية- يتمتّع بإفاضة علم الغيب عليه، و ليست هنالك من
الأعمال ما يخفى عليه، ثمّ كان المؤمنون في طول رسول اللَّه صلى الله عليه و آله،
الأئمّة الأطهار الذين يطّلعون الخفاء بلطف اللَّه فيقفون على أعمال العِباد، و
اللَّه أعلم.
الشواهد
الحيّة!!!
هل
يمكن أن نحصر علم الأئمّة في دائرة أحكام و تعاليم القرآن رغم هذه الشواهد الحيّة
و الدلالات القرآنية بعلمهم المطلق و إحاطتهم بالخفايا و الأسرار، فلا نراهم أبعد
شأناً من المجتهد الذي يستنبط الأحكام الشرعية من القرآن؟! أم لا بدّ أن نذعن إلى
سعة علمهم و إحاطتهم بكافّة الحوادث؛ لأنّ الزمان و المكان ليس من شأنهما أن يكونا
حجاباً يحول دون رؤيتهم لباطن الامور، و هل يصعب على هؤلاء الزعماء الخالدين
المطهّرين من الرجس و الدنس و العلماء بالكتاب و الشهداء على أعمال العباد و حفظة
القرآن و أمناء الوحي، أن يتكهّنوا بالحوادث و الوقائع التي تهدّد بالخطر كيان
الإسلام و المسلمين؟ و هل كان الإمام الحسين عليه السلام المظلوم الذي هبّ للدفاع
عن الرسالة غافلًا عمّا ستئول إليه الامور في كربلاء، و لم يكن يمتلك رؤية واضحة
لحركته و انطلاقته التأريخية من المدينة إلى كربلاء! لا ننوي الإجابة على هذه
الأسئلة و نترك ذلك للإخوة القرّاء الأعزّاء، ليتحفونا بجوابهم على ضوء ما
واكبناه من أحداث سابقة.
طرق
الأئمّة عليهم السلام في الحصول على العلم:
لقد
اتّضح من الأبحاث السابقة أنّ الإمام عالم بالغيب، و أنّه يستمد علمه