responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حماة الوحى نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 179

دوافع نفي الإمام علمه بالغيب الدافع الأوّل:

إنّ أهمّ دافع جعل الإمام عليه السلام يسلب عن نفسه العلم بالغيب، هو الظرف الخاصّ الذي عاشه الإمام في ذلك الزمان و الذي شهد تفتّح آفاق العلم، لينهمك الإمام في بيان أحكام الإسلام و حقائق القرآن و نشر العلم و تفادي كلّ ما من شأنه أن يحول دون القيام بهذه الوظائف. كان خليفة زمانه الطاغية السفّاح المنصور الدوانيقي الذي كان يتحيّن الفُرَص لقتل الإمام و إزالة هذه العقبة عن طريقه. كان الإمام شديد الحرض على‌ عدم اثارة مثل هذه المواضيع التي تؤلّب ذلك الجبّار الغاشم من أجل تصفيته و القضاء عليه، الأمر الذي يعني الحيلولة دون نشر معارف الدين و الأحكام. فلو قال الإمام: أنا عالم بالغيب جدير بالإمامة و الخلافة، لكان ذلك كافياً لسلّ المنصور سيفه و قتله، و عليه فلا ينبغي أن يشيع هذا الأمر بين الأوساط الاجتماعيّة، و يكفي أن يعلم ذلك بعض خواصّه و حملة أسراره، و سوف لن تستطيع الغربان أن تحجب الشمس إلى‌ الأبد، فلا بدّ للّيل أن ينجلي و لا بدّ للطوق أن ينكسر. و لنعد ثانية إلى‌ مجلس الإمام: لقد اجتمعت أُمّة عظيمة في مجلس الإمام عليه السلام، و كلام الإمام يفيد أنّ علمه بالغيب قد شاع في المدينة، و أنّ الألسن تتناقل علم الإمام بالغيب، و قطعاً كان الأمر قد بلغ المنصور. فما أحسن هذه الفرصة التي تجعل الإمام يتصدّى‌ للدفاع عن نفسه فيستدلّ بمثل بسيط يقنعهم بعدم علمه بالغيب، و لم يكن هنالك أعمق من ذلك المثال الذي اعتمده الإمام للقضاء على‌ تلك الشائعة. أنّى للإمام العلم بالغيب و هو الذي عجز عن العثور على‌ جارية في غرفة من غرف داره؟! لا شكّ أنّ ذلك الكلام سيؤثّر كثيراً و يؤتي أُكله، كما لا شكّ أنّ جلاوزة المنصور- الذين لم ينفكّوا عن تفتيش دار الإمام- سينقلون كلامه إلى‌ المنصور

نام کتاب : حماة الوحى نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست