لقد
شاء اللَّه لهذا البيت أن يرتفع، فقد رفع إبراهيم بيت اللَّه فسأله أن يرفع مقابل
ذلك بيته بأن يُظهر تلك الصفوة التي تعيش التسليم و الانقياد و الطاعة و العبودية
للَّه، و قد استجاب اللَّه دعوته. و قد قال القرآن بهذا الشأن: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا
اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ * رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ
تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ[1]. و قال الصادق عليه السلام: «إنّ اللَّه لا يجعل حجّة في أرضه يُسأل
عن شيء فيقول: لا أدري» [2].
خلاصة
هذا الفصل:
1-
اعترف ابن أبي الحديد بعلم أمير المؤمنين عليه السلام بحوادث المستقبل حتّى قال:
«و لقد امتحنّا إخباره فوجدناها موافقة،
فاستدللنا بذلك على صدق الدعوى المذكورة»
[3]. 2- تبيّن من مجموع الآيات و الروايات أنّ للأئمة عليهم السلام
شخصية بارزة في العِلم لدرجة الإحاطة بالغيب و الحوادث إلى جانب التبحّر في علم
الكتاب و أسرار الدين، بحيث إنّ اللَّه جعلهم شهوداً على أعمال الناس بنصّ
القرآن، و لم يصطفيهم اللَّه إلّا لإخلاصهم و تسليمهم و عبوديتهم له سبحانه، و هم
عيبة علم اللَّه و نوره، الأمر الذي برّأهم من كلّ عيب و نقص و جهل، و هذا ما
جعلهم يلهمون العلم بكافّة الحوادث و خفايا الخليقة و الإحاطة بما كان و يكون، كما
وقفنا على حديث الإمام الرضا عليه السلام حين قال: إنّ أعمال الناس تُعرض عليّ في
اليوم و الليلة،