responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حماة الوحى نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 152

الإفاضات الغيبية فهو عالم بالغيب، و لكن ما ذا بشأن الأئمّة؟ هل الأئمّة الأطهار عليهم السلام عالمون بالغيب أيضاً؟ و هل ورد في القرآن ما يفيد استنادهم إلى‌ المدد الغيبي في إمامتهم و اطّلاعهم على‌ المغيَّبات و لو عن طريق النبيّ صلى الله عليه و آله؟ لا شكّ أنّ علم الأئمّة عليهم السلام هو حصيلة إرشادات و توجيهات النبيّ الخاتم صلى الله عليه و آله، كما لا شكّ أيضاً أنّهم لا يستندون في علمهم إلى‌ الوحي، لكن ليس هنالك من شكّ أيضاً- و كما اتّضح من المباحث السابقة- في أنّهم عيّنوا من قِبل اللَّه إلى‌ جانب كون إمامتهم ممّا تقتضيه وظيفة مواصلة أهداف الرسالة، و تطبيق الأحكام الإسلامية و تفصيل أسرار القرآن علاوة على‌ استخلافهم من جانب النبي صلى الله عليه و آله. و بعبارة أوضح: أنّ الإمامة من الأُصول الرئيسيّة للإسلام و كافّة الشرائع الإلهية، و أنّ الإمام منصّب من قبل اللَّه للنهوض بأهداف الإسلام و زعامة الامّة و توجيهها في مسيرتها الحياتية، و خلاصها من مصاعب الحياة، و الأخذ بيدها إلى‌ الصلاح و الفلاح، و هنا لا بدّ من معرفة: هل أنّ الأئمّة الأطهار عليهم السلام عالمون بالغيب و الحوادث الخفيّة و تفاصيل الأُمور، أم أنّ علمهم يقتصر على‌ القرآن و الأحكام؟ قد ذكرنا آنفاً أنّ لهؤلاء الهداة إمامة الأُمّة بعد النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله، و قد نصّت آية الطاعة أَطِيعُوا اللَّهَ‌ بولايتهم للأمر و تشكيل الحكومة الإسلامية، فهل ينبغي أن يكون الحاكم الإسلامي عالماً بالغيب، و ما رأي القرآن الكريم بهذا الشأن؟

نقطة ضرورية:

لا ندَّعي في هذه الأبحاث أنّ مفاد الآيات الكريمة- التي سنعرض لها لاحقاً- صريحة في أنّ الإمام بالاستناد إلى‌ الفيض الإلهي عالم بالغيب، بل ما تفيده الآيات الواردة بهذا الشأن، هو أنّ الأفراد الذين بيدهم مقدّرات المسلمين على‌ أنّهم‌

نام کتاب : حماة الوحى نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست