لقد
تلا الإمام الحسين عليه السلام هذه الآية المباركة:
إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً ...[1] لمّا برز ولده علي الأكبر للقتال. لقد سمعنا مقالة الإمام أو
قرأناها في المقاتل [2]،
إلّا أنّنا لم نلتفت لسبب استشهاد الإمام عليه السلام بها، فقد طرح الإمام
حقّانيته في زعامة الأُمّة و الهدف من نهضته تجاه حكومة و زعامة يزيد الفاجر،
ليعلم الناس بأنّ حركة الإمام و دعوته في إمامة المسلمين إنّما تستند لمنطق القرآن
الكريم.
و
ليدرك العرب بأنّ القرآن الكريم هو الذي صرّح و نصّ على زعامته، فإذا تعرّض إلى
ما تعرّض له من جور يزيد و ظلمه فليس له من ذنب سوى ذلك! و ليعلم سلطة اليزيدية
الحاكمة و جلاوزتها بأنّ الحقّ مع الإمام، و أنّ الفرد المصطفى من آل إبراهيم
لزعامة الأُمّة هو الإمام المظلوم سيّد الشهداء عليه السلام، و ليعلم الباحثون و
المحقّقون الضالعون في القرآن الكريم أنّ إمامة المسلمين إنّما تعيّن من قِبل
اللَّه لا الشورى و الانتخابات. و ليعلم العالم بأنّ الحسين عليه السلام صفوة
المخلصين للَّه الحائز على شرائط إمامة المسلمين و الجدير بهذا المنصب. هذه هي
الحقائق التي رام الإمام إيصالها إلى الآخرين بتلاوته للآية الشريفة.
الآية
المُباركة و أحاديث الإمامية:
لقد
جمع الفيض الكاشاني- العالم و المحقق الجليل- عدّة روايات مُعتبرة و أطلق عليها
اسم «نوادر الأخبار في ما يتعلّق باصول الدين». و من بينها رواية مفصّلة هي عبارة
عن حديث دار بين ابن عباس و أمير المؤمنين عليه السلام بشأن وصيّة النبي صلى الله
عليه و آله بعلي عليه السلام، جاء فيها: إنّ علياً عليه السلام قال: قال لي رسول
اللَّه صلى الله عليه و آله: «ثمّ أنت يا عليّ من أئمّة