وردت
بدل من آل إبراهيم و آل عمران، أي أنّ آل إبراهيم و آل عمران ذرّية واحدة؛ لأنّ
والد الآلين هو إبراهيم. أمّا بَعْضُها مِنْ
بَعْضٍ فمعناه انفصال و تفرّع البعض من ذريّة و البعض الآخر من ذريّة
أُخرى. و بعبارة أيسر: أنّ معنى العبارة رغم أنّ آل إبراهيم و آل عمران ذرّية
واحدة، غير أنّ آل عمران من ولد و آل إبراهيم من ولد آخر، و عليه فآل عمران من
يعقوب بن إسحاق و هو إسرائيل، و آل إبراهيم من إسماعيل بن إبراهيم.
هدف
سامٍ:
لِمَ
عبّر القرآن الكريم عن ذريّة إسماعيل بآل إبراهيم، و عن أولاد إسحاق بآل عمران؟
لعلّ المغزى في هذا التعبير رغم أنّ الاثنين هما آل إبراهيم، هو هدف سامٍ و بقصد
إفادة مطلب أساسي. فآل إسحاق قد انقطعوا عن مقام النبوّة السامي و سيحلّ اليوم
الذي يزول فيه دين إسحاق، و بالتالي فإنّ الدين الإسلامي العالمي سيستوعب جميع
القوانين السماوية. إذن، فالذرّية الحقيقية لإبراهيم الحافظة لهدفه السامي القائم
على أساس التوحيد و التسليم للَّه إنّما تنحصر في ولد إسماعيل، و بالنهاية فإنّ
النبي العربي محمّداً صلى الله عليه و آله هو الحافظ لدعوة إبراهيم عليه السلام، و
قد لفت القرآن الأنظار لهذه الحقيقة، حيث قال:
إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِيُّ
وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ[1]. و بناءً على هذا يمكن القول بأنّ آل إبراهيم منحصرون في الصفوة من
ولد إسماعيل، إضافة إلى أنّ أتباع سائر الأديان كالنصرانية و اليهودية قد أحدثوا
من