الإجلال
و الإكبار و التي تمتلك عناصر القوّة و الفكر في ظلّ الزعامة الدينيّة الرشيدة
فقال: فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ
آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً[1]. و عليه فالمدرسة القرآنية تولي أهمّية للزعماء الربّانيين في نشوء
البلدان المستقلّة المرفّهة السعيدة.
أهل
البيت:
و
بناءً على ما تقدّم فإنّ هناك صفوة من أهل بيت النبي الأكرم صلى الله عليه و آله
تنهض من بعده بقيادة الأمّة و إيصالها إلى سعادتها و كما لها المنشود. هذه الصفوة
الجليلة الحافظة للوحي و الأمينة على العقيدة و الناهضة بزمام أمور الإسلام، هي
أهل البيت و ولاة الأمر الوارد ذكرهم في القرآن و أطروحة القرآن هي أنّ زعامة أهل
البيت تخلق الأمّة المقتدرة و الرشيدة التي تسود العالم؛ و ذلك لأنّهم صفوة عالمة،
رشيدة، زاهدة، شجاعة، كريمة، مضحّية، عالمة بأسرار القرآن، مستندة إلى الغيب، ربيبة
مدرسة النبوة و المصطفاة من قِبل اللَّه، فهم القادة الذين يتكفّلون بضمان سعادة
الأمة، و هم الزعماء المفعمون بحبّ اللَّه؛ رحماء بالأمّة لا يكنّون لها سوى
الرأفة و الشفقة. لقد نعتهم القرآن و أثنى عليهم بمختلف الصفات، و من هنا منحهم
صفة الزعامة المطلقة: «أولي الأمر». فهم و بلطف اللَّه و عنايته منزّهون عن كلّ
آفة روحية، ذوو بصائر ثاقبة و صدور منشرحة و قلوب أوعية لعلم اللَّه. هم مَن
نسمّيهم الأئمّة الأطهار عليهم السلام.