responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اصول الشيعه لاستنباط احكام الشريعة نویسنده : اليوسفي، الشيخ محمّد حسين    جلد : 1  صفحه : 201

لا تحكي عنها.

ولا ريب في أنّ المحكيّ بهذه الجملة الخبريّة تمام معناها، والقول بأنّ المحكيّ بها بعض المعنى خلاف الوجدان.

فمن هنا يعلم أنّ ما وضع له كلمة «من» مثلًا هو أنحاء النسب الابتدائيّة المتعلّقة بالطرفين المندكّة فيهما من دون أن يكون سائر الخصوصيّات كالزمان ونحوه دخيلةً فيه، ولا فرق فيه بين الحروف المستعملة في الجملة الخبريّة والإنشائيّة.

وهذا الجواب أجود من الجوابين الأوّلين، لأنّهما مبنيّان على تسلّم كلّيّة معاني الحروف المستعملة تلو الأوامر والنواهي وما في معناهما، إلّاأنّ الإشكال ينحلّ بناءً على الجواب الأوّل بتبعيّة معاني الحروف في الكلّيّة والجزئيّة لطرفيها، وبناءً على ما ذكره الإمام‌ «مدّ ظلّه» بأنّ استعمال هذه الحروف تكون من قبيل استعمال اللفظ المشترك في أكثر من معنى واحد.

بخلاف ما ذكرناه، إذ لا مجال عليه للقول بكلّيّة المعنى الحرفي أصلًا، فإنّ الحروف الحاكية وضعت للإضافات الخاصّة وتستعمل فيها، ولا فرق في ذلك بين كونها في الجمل الخبريّة والإنشائيّة كما مرّ توضيحه.

والحاصل: أنّ الحروف على قسمين: حاكية، وهي أكثرها، ك «من» و «إلى‌» و «في» ونحوها، سواء استعملت في الجمل الخبريّة أو الإنشائيّة [1]، وإيجاديّة،


[1] توضيح ذلك: أنّ للحروف الحاكية واقعيّة خارجيّة محكيّة بها، إلّاأنّها تحقّقت سابقاً في موارد استعمال‌الحروف في حيّز الماضي، نحو «سرت من البصرة إلى‌ الكوفة» وستتحقّق في الآتي فيما إذا استعملت في حيّز المستقبل، مثل «سأسير من البصرة إلى‌ الكوفة» أو في حيّز الأمر، مثل «سر من البصرة إلى‌ الكوفة» بخلاف الحروف الإيجاديّة، حيث قد عرفت أنّه لا واقعيّة لمعانيها أصلًا، ألا ترى أنّه ليس للتأكيد مثلًا واقعيّة خارجيّة، سواء استعملت حروفه في حيّز الماضي، مثل «إنّ زيداً قام» أو في حيّز المستقبل، نحو «إنّ زيداً سيقوم» فلا فرق بين الجملة الاولى وبين قولنا: «زيد قام» ولا بين الثانية وبين قولنا: «زيد سيقوم» بحسب الواقعيّة الخارجيّة. م ح- ى.

نام کتاب : اصول الشيعه لاستنباط احكام الشريعة نویسنده : اليوسفي، الشيخ محمّد حسين    جلد : 1  صفحه : 201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست