responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اصول الشيعه لاستنباط احكام الشريعة نویسنده : اليوسفي، الشيخ محمّد حسين    جلد : 1  صفحه : 176

فلم يبق لفظ صالح لإفادة «الابتداء» إلّاكلمة «من».

والحاصل: أنّه لا يصحّ القول بأنّ الحروف لم توضع لمعنى، بل لابدّ من القول بتحقّق الوضع فيها، والبحث عمّا وضعت له.

4- رأي المحقّق النائيني رحمه الله في الحروف‌

ذهب المحقّق النائيني رحمه الله إلى‌ أنّ المعاني الحرفيّة والاسميّة متباينتان بالذات والحقيقة، فإنّ المفاهيم الاسميّة بأجمعها مفاهيم إخطاريّة ومتقرّرة في عالم المفهوميّة ومستقلّة بحدّ ذاتها وهويّتها في ذلك العالم، والمعاني الحرفيّة بأجمعها معانٍ إيجاديّة في الكلام، ولا تقرّر لها في عالم المفهوميّة، ولا استقلال بذاتها وحقيقتها.

وبيان ذلك: أنّ الموجودات في عالم الذهن، كالموجودات في عالم العين، فكما أنّ الموجودات في عالم العين على نوعين:

أحدهما: ما يكون له وجود مستقلّ بحدّ ذاته في ذلك العالم، كالجواهر بأنواعها من النفس والعقل والصورة والمادّة والجسم، ولذا قالوا: إنّ وجود الجوهر في نفسه لنفسه، يعني لا يحتاج إلى‌ موضوع محقّق في الخارج.

وثانيهما: ما يكون له وجود غير مستقلّ كذلك في هذا العالم، بل هو متقوّم بالموضوع، كالمقولات التسع العرضيّة، فإنّ وجوداتها متقوّمة بموضوعاتها، فلا يعقل تحقّق عرض ما بدون موضوع يتقوّم به، ولذا قالوا: إنّ وجود العرض في نفسه عين وجوده لموضوعه.

فكذلك الموجودات في عالم الذهن على نوعين:

أحدهما: ما يكون له استقلال بالوجود في عالم المفهوميّة والذهن، كمفاهيم الأسماء بجواهرها وأعراضها واعتباريّاتها وانتزاعيّاتها، فإنّ مثل مفهوم‌

نام کتاب : اصول الشيعه لاستنباط احكام الشريعة نویسنده : اليوسفي، الشيخ محمّد حسين    جلد : 1  صفحه : 176
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست