responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهاية التقرير في مباحث الصلاة نویسنده : البروجردي، السيد حسين    جلد : 2  صفحه : 375

الغير بآية من القرآن يلزم استعمال اللفظ في أكثر من معنى، و هو ممّا لا يجوز بل لا يعقل كما قرّرنا في محلّه.

وجه اللزوم أنّ ردّ التحية متقوم بإيجاد اللفظ مخاطبا إلى المحيي مع قصد عنوان الردّ، و حينئذ فكيف يجتمع مع ذلك جعل اللفظ حاكيا عن كلام الغير مندكّا فيه مع قطع النظر عن حيثية صدوره عنه؟!.

نعم، قد يقال: بأنّ المتكلّم بسلام عليكم الوارد في القرآن الكريم حكاية عن الملائكة المخاطبين لأهل الجنّة عند الدخول فيها، إنّما يقصد بلفظه حكاية الكلام المنزل مع قصده من الكلام المحكيّ الخطاب إلى المسلّم، لا أنّه يسلّم على المخاطب باللفظ الصادر منه، و نظير ذلك كتابة السلام عليكم لشخص تريد أن ترسل المكتوب إليه، فإنّ المكتوب إنّما قصد به الحكاية عن السلام الملفوظ، و يقصد من السلام الملفوظ الخطاب إلى المخاطب المقصود.

و لكن لا يخفى أنّ تنظير المقام بمسألة الكتابة محلّ نظر بل منع، فإنّه لو سلّم أنّ المكتوب إنّما قصد به الحكاية عن السلام الملفوظ، فهو إنّما يكون ملفوظا للشخص الكاتب مندكّا في معناه الذي هو عبارة عن السلام و ردّ التحية، بخلاف المقام الذي يكون الكلام المحكيّ صادرا عن الغير قائما به بالقيام الصدوري.

هذا، مضافا إلى أنّه لا نسلّم أن يكون المكتوب مقصودا به الحكاية عن الملفوظ، فإنّ النقوش الكتابية و إن كانت بحذاء الألفاظ، و الألفاظ موضوعة للمعاني بحيث لو أراد الإنسان أن يفهم معنى كلمة منقوشة يكون ذلك متوقّفا أوّلا على تطبيق تلك الكلمة المنقوشة على ملفوظها، و ثانيا على العلم بمعنى ذلك الملفوظ، إلّا أنّ تلك النقوش إنّما تجعل بدلا عن الألفاظ في الدلالة على معانيها، لا أنّها تقصد بها الألفاظ و تقصد من الألفاظ معانيها.

و بالجملة: فالنقوش الكتابية إنّما هي طريق آخر لإفهام الأغراض و إفادة

نام کتاب : نهاية التقرير في مباحث الصلاة نویسنده : البروجردي، السيد حسين    جلد : 2  صفحه : 375
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست