كما
أنّ الظاهر أنّ ما حكاه مالك بن الحويرث من فعل النبي صلّى اللّه عليه و آله [2]، و أنّه كان إذا رفع رأسه من السجدة
الأخيرة في الركعة الأولى استوى قاعدا ثمَّ قام لم يكن على سبيل الاستمرار، و إلّا
لاستمرّ العمل من المسلمين عليه. و قد عرفت أنّ المحكيّ عن الشيخين في رواية
الأصبغ هو أنّهم إذا رفعوا رؤوسهم من السجود نهضوا على صدور أقدامهم و لم يجلسوا.
و
كيف كان، فالمسألة كانت موردا لاختلاف المسلمين، و لذا صار الرواة بصدد حكاية قول
الإمام عليه السّلام أو فعله، و قد عرفت أنّ رواية زرارة نصّ في جواز الترك، و
يؤيد الاستحباب أنّه لو كانت جلسة الاستراحة واجبة، لكان اللازم أن يكون وجوبها
ضروريا، لعموم الابتلاء بها، فلا يبعد القول بالاستحباب، و إن كان الأحوط بملاحظة
أهمّية حال الصلاة، و انّها إن قبلت قبل ما سواها و إن ردّت ردّ ما سواها، هو
الإتيان، فلا ينبغي الترك.
المسألة
الثامنة: استحباب إرغام الأنف
يستحبّ
إرغام الأنف حال السجود كما هو المشهور [3]، و المحكيّ عن الصدوق في الفقيه القول بالوجوب [4]، و يمكن أن يستدلّ له بما رواه الشيخ
عن