responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهاية التقرير في مباحث الصلاة نویسنده : البروجردي، السيد حسين    جلد : 2  صفحه : 239

فإنّ حقيقة السجود هو وضع الجبهة على الأرض، و الهوي خارج عنها، بخلاف الركوع الذي قد فسّر بالانحناء الظاهر في إرادته بمعناه الحدثي، و هو يقتضي أن يكون من حين التلبّس بفعل الانحناء أخذا في الركوع، إلى أن يتحقق الفراغ عنه، و حكي عن الشيخ قدّس سرّه إنّه اعترض على العلّامة الطباطبائي بأنّ الظاهر من الركوع هو الانحناء الخاصّ الحدوثي الذي لا يخاطب به إلّا من لم يكن كذلك، فلا يقال للمنحني: انحن.

نعم، لو كان المراد من الركوع مجرّد الكون على تلك الهيئة، بالمعنى الأعمّ من الحادث و الباقي صح، لكن الظاهر خلافه، فالهويّ و إن كان مقدّمة، إلّا أنّ إيجاد مجموعه لا بنية الركوع يوجب عدم تحقق الركوع المأمور به لأجل الصلاة، انتهى.

و لكن يستفاد من بعض الروايات أنّ الهوي يكون خارجا عن الركوع، و مقدمة لتحققه، و هو ما ورد في نسيان القنوت. فقد روى الشيخ بإسناده عن عمّار عن أبي عبد اللّه عليه السّلام عن الرجل ينسى القنوت في الوتر أو غير الوتر، فقال: «ليس عليه شي‌ء» و قال: «إن ذكره و قد أهوى إلى الركوع قبل أن يضع يديه على الركبتين فليرجع قائما و ليقنت ثمَّ ليركع، و إن وضع يده على الركبتين فليمض في صلاته و ليس عليه شي‌ء» [1]، فإنّ الحكم بالرجوع قبل أن يصل إلى حدّ يمكنه أن يضع يديه على الركبتين يناسب أن يكون الهوي خارجا من الركوع، لأنّ ذلك يدلّ على بقاء محلّ القنوت قبل الوصول إلى ذلك المقدار.

فلو كان الهويّ داخلا في الركوع، و كان الركوع عبارة عن الانحناء بمعناه الحدوثي، لم يكن محلّ القنوت باقيا، فلم يكن وجه للرجوع، هذا مع أنّ التعبير بقوله: «و قد أهوى إلى الركوع»، يشعر بكون الهوي مغايرا للركوع، و قد وقع نظير هذا التعبير في عبارات الأصحاب كثيرا.


[1] التهذيب 2: 131 ح 507، الوسائل 6: 286. أبواب القنوت ب 15 ح 2.

نام کتاب : نهاية التقرير في مباحث الصلاة نویسنده : البروجردي، السيد حسين    جلد : 2  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست