responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهاية التقرير في مباحث الصلاة نویسنده : البروجردي، السيد حسين    جلد : 2  صفحه : 128

معانيها قاصدا به حكايتها.

و حينئذ فكما أنّه في استعمال لفظ زيد في معناه لا يلاحظ اللفظ مستقلا، بل كأنّه مرآة لا يرى فيها إلا المعنى، لاندكاك الحاكي في محكيّه، و المرآة في المرئيّ فيها، و لذا يعتبرونه وجودا لزيد، و يقال: إنّه وجود لفظيّ له، مع أنّ الوجود إنما هو وصف للّفظ، و لا ارتباط له بالمعنى، فكذلك في مقام الحكاية لا ينظر إلّا إلى المحكيّ، و هي الألفاظ الخاصة الصادرة من المتلفّظ بها.

و حينئذ فقراءة القرآن عبارة عن إيجاد مماثل ألفاظه، قاصدا به حكاية الكلام الشخصيّ المنزل على الرسول صلّى اللّه عليه و آله، فبسملة سورة خاصّة عبارة عن قطعة شخصية من مجموع ذلك الكلام الشخصي، و لا تتحقّق حكايتها إلّا بعد إيجاد ألفاظها بقصد حكاية تلك القطعة الشخصية، فإذا فرض أنّه قرأ البسملة حكاية عن بسملة سورة الإخلاص النازلة معها، فلا يعقل أن يصدق عليها قراءة سورة الجحد إذا رفع اليد عن الإخلاص، و ضمّ إليها سائر أجزاء سورة الجحد.

و من ذلك يظهر أنّ قياس السور القرآنية على المركّبات العينية الخارجية المشتركة في بعض الأجزاء قياس مع الفارق، إذ الجزء المشترك فيها هو تمام الوجود الخارجي له، من دون مدخل للقصد فيه أصلا، و قصد جزئيّته لأحدها لا يخرجه عن قابلية جزئيته للآخر، بخلاف البسملة، فإنّها جعلت جزء لسورة الإخلاص مثلا بوجودها الشخصي، و لسورة الجحد بوجودها الآخر، و قصد حكاية هذا الوجود يمنع عن صيرورتها جزء لسورة أخرى.

ثمَّ لا يخفى أنّ قراءة البسملة بقصد سورة لا بعينها، و إن كان يصدق عليها قراءة القرآن، إلّا أنّه ليس لازم ذلك كونها قابلة لأن تصير جزء لجميع السور، و ذلك لأنّ صدق قراءة القرآن إنما هو باعتبار كون الطبيعي أيضا نازلا في ضمن نزول الفرد، و لكن ذلك لا يلازم صدق قراءة بسملة خاصّة عليها، بعد ضم سائر

نام کتاب : نهاية التقرير في مباحث الصلاة نویسنده : البروجردي، السيد حسين    جلد : 2  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست