و
أمّا قوله تعالى أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ[1] معناه: إذا وقع منهم في المحاربة ما
يوجب شيئاً من هذه العقوبات يتبعهم الإمام أبداً حتّى يجده، و لا يدعه يقرّ في
مكان، هذا هو النفي من الأرض عندنا، و عند قوم: المنفيّ من قدر عليه بعد أن يشهر
السلاح و قبل أن يعمل شيئاً، و النفي عنده الحبس، و الأوّل مذهبنا [2] و ظاهره أنّ المراد من النفي هو أن
يتبع المحارب الوالي الحاكم حتّى يجده، و يجري عليه ما يستحقّه من العقوبات
الثلاثة، و ليس هو عقوبة مستقلّة في رديف سائر العقوبات، و من الواضح كونه خلاف
ظاهر الآية، و أنّه لا يجتمع مع كلمة «أو» الواقعة في الآية، بل إنّما يلائم مع
كلمة «الواو» ثانيها: ما يظهر من محكيّ الصدوق في الفقيه من أنّ المراد به هو
الغرق في البحر، حيث قال: «ينبغي أن يكون نفياً شبيهاً بالصلب و القتل تثقل رجلاه
و يرمى في البحر» [3]
ثالثها: ما حكاه الشيخ في عبارته المتقدّمة عن قوم من أنّ المراد به الحبس رابعها:
ما أشار إليه ابن سعيد في محكيّ الجامع، قال: نفي من الأرض بأن يغرق على قول، أو
يحبس على آخر، أو ينفى من بلاد الإسلام سنةً حتّى يتوب، و كوتبوا أنّه منفيّ محارب
فلا تئووه و لا تعاملوه، فإن آووه قوتلوا
[4] و مرجعه إلى كون المراد هو النفي من بلاد الإسلام و إخراجه إلى بلاد
الكفر خامسها: ما ذكره بعض الأعلام من أنّ المراد من النفي من الأرض أن لا يسمح