فيه
دائرا بين المعنى الحقيقي، و بين المعنى المجازي مثلا، يحمل بمعونة القرينة على
خلاف الظاهر مع قطع النظر عن القرينة.
و
بعبارة اخرى: تنقلب أصالة الظهور في المعنى الحقيقي بمقتضى الوضع إلى أصالة الظهور
في المعنى المجازي بمعونة القرينة، و قد قرّر في محلّه
[1] أنّ أصالة الظهور أعمّ من أصالة الحقيقة، فتدبّر.
إذا
عرفت ذلك فاعلم: أنّ العناوين القرآنيّة المفسّرة في الروايات بالغناء- و فيها
صحاح و موثّقات معتبرات- عناوين أربعة: و هي عبارة عن قول الزور، و لهو الحديث، و
الزور، و اللّغو كما مرّ [2]، هذا من ناحية.
و
من ناحية اخرى: قد فسّر الغناء كما في المتن بمدّ الصوت و ترجيعه بكيفيّة خاصّة
مطربة تناسب مجالس اللهو، و محافل الطرب، و آلات اللهو و الملاهي، و لا ارتياب في
أنّ الغناء بناء على ذلك كيفيّة للصوت مشتملة على خصوصيّة مذكورة.
و
عليه: يقع السؤال عن أنّه إذا كان الغناء عبارة عن الكيفيّة، و لم يكن له أيّ
ارتباط بالكلام الذي يقع فيه الغناء- و لذا عرفت
[3] جريان الحرمة في الغناء في القرآن و الأدعية و المراثي- كيف يقع
تفسيرا لعنواني قول الزور، و لهو الحديث، بناء على كونه من إضافة الصفة إلى
الموصوف، كما هو الظاهر و إن كان وقوعه تفسيرا لعنواني الزور و اللغو ممّا لا مانع
منه؛ ضرورة أنّ العنوانين الأوّلين من مقولة الكلام، و الغناء من خصوصيّات كيفيّة
الصوت، فكيف يقع تفسيرا لهما.
و
قد عرفت أنّ قول الإمام عليه السّلام و إن كان حجّة علينا بالإضافة إلى خلاف
الظاهر،