سمّاه
ب «جامع أحاديث الشيعة» و قد خرج من اجزائه و مجلداته المطبوعة ما يقرب من عشرين
جزء. و كيف كان، فقد روى بنفسه في موضع أخر عن الصدوق و الشيخ و المحاسن
بأسانيدهم، عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن محمد بن قيس، قال: سمعت أبا جعفر-
ع- يحدث الناس بمكة، فقال: ان رجلا من الأنصار جاء إلى النبي- ص- يسأله، فقال له
رسول اللَّه- ص-: ان شئت فاسأل، و ان شئت أخبرك عمّا جئت تسألني عنه، فقال: أخبرني
يا رسول اللَّه، فقال: جئت تسألني مالك في حجتك و عمرتك؟ و انّ لك إذا توجّهت الى
سبيل الحجّ ثم ركبت راحلتك ثم قلت: بسم اللَّه و الحمد للَّه ثم مضت راحلتك، لم
تضع خفّا و لم ترفع خفا الّا كتب اللَّه لك حسنة و محي عنك سيئة، فإذا أحرمت و
لبيت كان لك بكلّ تلبية لبّيتها عشر حسنات، و محي عنك عشر سيّئات، فإذا طفت بالبيت
الحرام أسبوعا كان لك بذلك عند اللَّه عهد و ذخر يستحي أن يعذبك بعده أبدا، فإذا
صليت الركعتين خلف (عنده) المقام كان لك بهما ألفا حجة متقبلة، فإذا سعيت بين
الصفا و المروة سبعة أشواط كان لك مثل أجر من حجّ ماشيا من بلاده، و مثل أجر من
أعتق سبعين رقبة مؤمنة .. إلخ [1].
و
من الواضح: دلالة الرواية على ترتب الثواب على السّعي في ضمن الحجّ أو العمرة لا
السعي مطلقا، و الا يلزم الالتزام بترتب الثواب على سائر الأعمال، حتى مثل حلق
الرّأس.
و
امّا الثانية: فلأن محبوبية المسعى و شدّتها بنحو لا تكون بقعة أحبّ منه، لا
تستلزم استحباب السعي مطلقا، خصوصا مع التعليل المذكور فيها، و هي مذلة كل جبّار.