قال [1]:و بما أحتجّ علیهم؟ فقال:بکتاب اللّه.

فقال لی:فی أیّ موضع؟ فقال:قول اللّه إِنَّ أَوَّلَ بَیْتٍ وُضِعَ لِلنّٰاسِ لَلَّذِی بِبَکَّهَ قد أخبرک اللّه أنّ أوّل بیت وضع[للنّاس] [2] هو الّذی ببکّه،فإن کانوا هم نزلوا [3] قبل البیت فلهم أفنیتهم،و إن کان البیت قدیما قبلهم فله فناؤه.

فدعاهم أبو جعفر فاحتجّ علیهم بهذا،فقالوا[له:] [4] اصنع ما أحببت.

عن عبد اللّه بن سنان [5]،عن أبی عبد اللّه-علیه السّلام-قال :مکّه جمله القریه،و بکّه جمله موضع الحجر الّذی یبکّ [6] النّاس بعضهم بعضا.

عن جابر [7]،عن أبی جعفر-علیه السّلام-قال :إنّ بکّه موضع البیت،و إنّ مکّه الحرم،و ذلک قوله:[ وَ مَنْ دَخَلَهُ کٰانَ] [8] آمِناً. ] [9]

و فی کتاب عیون الأخبار [10]،فی باب ما کتبه الرّضا إلی محمّد بن سنان فی جواب مسائله فی العلل: و علّه وضع البیت وسط الأرض أنّه الموضع الّذی من تحته دحیت الأرض.و کلّ ریح تهبّ [11] فی الدّنیا فإنّها تخرج من تحت الرّکن الشّامیّ.و هی أوّل بقعه وضعت فی الأرض،لأنّها الوسط لیکون الغرض [12] لأهل المشرق و المغرب [13] فی ذلک سواء.

فالمراد بأوّل بیت،أوّل موضع جعل مستقرّا للعباد علی وجه الماء،لا البیت المصنوع من اللّبن و المدر و الخشب،حتّی یحتاج فی تصحیحه إلی ارتکاب أمور متکلّفه.

مُبٰارَکاً

:حال من المستکنّ فی الظّرف،أی:کثیر الخیر و النّفع لمن حجّه

[1] المصدر:فقال.

[2] من المصدر.

[3] المصدر:تولّوا.

[4] من المصدر.

[5] نفس المصدر 187/1،ح 93.

[6] المصدر:تبک.

[7] نفس المصدر و الموضع،ح 94.

[8] من المصدر.

[9] ما بین المعقوفتین لیس فی أ.

[10] عیون أخبار الرضا 90/2.

[11] المصدر:تحب.

[12] المصدر:الفرض.

[13] المصدر:«الشرق و الغرب»بدل«المشرق و المغرب».