وكذلك شأن علم الكلام، فلم يكن يوم ظهوره إلاّ عدّة مسائل محدودة كالتوحيد والعدل والقضاء والقدر وما يشبهها، ولكنّه أخذ بالتكامل والتطوّر بسبب الاحتكاكات الثقافية وفي ظلّ سائر العوامل المؤثرة في تكامله.
وعلى ذلك يكون التعبير الصحيح : المسائل الجديدة في علم الكلام لا علم الكلام الجديد.
وأظن ـ و ظنّ الألمعي صواب ـ أنّ الغاية من وصف بعض المسائل بالكلام الجديد، هو تهميش الكلام الإسلامي الذي تكامل عبر الزمان بيد عمالقة الفن وأساتذته بزعم أنّ المدوّنات الكلاميّة لا تلبّي حاجات العصر ولا تشبع رغبة الطالبين.
ولكنّه ـ يشهد اللّه ـ بخس لحق هذا العلم، فانّ الكلام الإسلامي قادر على تلبية حاجات المتكلّمين فيما يتبنّونه في هذه الأيّام باسم فلسفة الدين وما يرجع إلى المعرفة الدينية.
إنّ الفقه الأكبر (علم الكلام) كالفقه الأصغر يستطيع أن يحلّ المشاكل ويجيب عن عامة الأسئلة في حقل الدين، وقد قمنا بطرح هذه الأسئلة وتحريرها ضمن مقالات متنوّعة نشرناها في مجلّتنا الفصلية عبر سنين، وقد طبع ما يرجع إلى هذا الموضوع في جزءين مستقلين وانتشر باللغة الفارسية باسم «مدخل مسائل جديد در علم كلام».
ولأجل إيقاف القارئ على نماذج من هذه المسائل التي عرقلت خُطى بعض المفكّرين، نذكر عناوينها مقرونة ببيان موجز: