«يجب تعظيم الصحابة كلّهم، والكف عن القدح فيهم، لاَنّ اللّه
عظَّمهم وأثنى عليهم في غير موضع من كتابه والرسول قد أحبَّهم وأثنى
عليهم في أحاديث كثيرة». [1]
وقال التفتازاني:
«اتّفق أهل الحقّ على وجوب تعظيم الصحابة والكفّ عن الطعن
فيهم، سيّما المهاجرين والاَنصار، لما ورد في الكتاب والسنّة من الثناء
عليهم». [2].
غير انّ الشيعة الاِمامية عن بكرة أبيهم على أنّ الصحابة كسائر الرواة
فيهم العدول وغير العدول، وانّ كون الرجل صحابياً لا يكفي في الحكم
بالعدالة، بل يجب تتبع أحواله حتى يقف على وثاقته، وذلك لاَنّ القول
بعدالة جميع الصحابة ونزاهتهم من كلّ شيء ممّا لا يلائم القرآن والسنّة
ويكذبه التاريخ، وإليك البيان:
الصحابة في الذكر الحكيم
إنّ الذكر الحكيم يصنِّف الصحابة إلى أصناف يمدح بعضها ويذمّ
بعضاً آخر، فالممدوحون هم السّابقون الاَوّلون [3] والمبايعون تحت
الشجرة [4]، والمهاجرون والاَنصار [5] وأمّا المذمومون فهم أصناف نشير إلى
بعضها:
1. المنافقون: لقد أعطى القرآن الكريم عناية خاصة بعصبة المنافقين،