إنّ التكليف بما هو خارج عن قدرة المكلّف ظلم، وقبح الظلم من
البديهيات الاَوّلية عند العقل العملي، فيستحيل على الحكيم أن يكلّف
العبد بما لا قدرة له عليه، من غير فرق بين كون نفس الفعل المكلّف به
ممكناً بالذات، ولكن كان خارجاً عن إطار قدرة المكلّف، كالطيران إلى
السماء بلا وسيلة، أو كان نفس الفعل بما هوهو محالاً، كدخول الجسم
الكبير في الجسم الصغير من دون أن يتوسّع الصغير أو يتصغّر الكبير، هذا
هو قضاء العقل في المسألة.
والآيات القرآنية أيضاً صريحة في أنّه سبحانه لا يكلّف الاِنسان
إلاّوسعه، وقدر طاقته ولا يظلمه مطلقاً.