إنّ اللّه سبحانه خلق السماوات و الاَرض وما بينهما لمصلحة
الاِنسان وانتفاعه بها في معيشته، مع أنّ المصائب والبلايا تنافي هذه الغاية
وتضادّها، والفاعل الحكيم لا يصنع ما يضادّ غرضه.
أضف إلى ذلك انّ مقتضى رحمة اللّه الواسعة رفع المصائب ودفع
الشرور الواقعة في عالم الطبيعة كي لا تصعب المعيشة على الاِنسان
وتكون له هنيئة مريئة بلا جزع ومصيبة.
والاِجابة عن هذه الشبهة تبتني على بيان أُمور:
الاَوّل: المصالح النوعيّة راجحة على المصالح الفردية
لا شكّ انّ الحياة الاِنسانية حياة اجتماعية، فهناك مصالح ومنافع
فردية، وأُخرى نوعية اجتماعية، والعقل الصريح يرجّح المصالح النوعية
على المنافع الفردية، وعلى هذا فما يتجلّى من الظواهر الطبيعية لبعض الاَفراد في صورة المصيبة