حيث نزوله، بل المراد كونه محدثاً بذاته
بشهادة انّه وصف لـ«ذكر»، فالذكر بذاته محدث، لا بنزوله فلا معنى
لتوصيف المحدث بالذات بكونه من حيث النزول، لتقدّم ما بالذات على
ما بالعرض.
إنّ تاريخ البحث وما جرى على الفريقين من المحن، يشهد بأنّ
التشدّد فيه لم يكن لاِحقاق الحقّ وإزاحة الشكوك بل استغلّت كلّ طائفة
تلك المسألة للتنكيل بخصومها، فلاَجل ذلك نرى أنّ أئمّة أهل البيت
_ عليهم السلام _
منعوا أصحابهم من الخوض في تلك المسألة، فقد سأل
الريّان بن الصلت الاِمام الرضا _ عليه السلام _
وقال له: ما تقول في القرآن؟
فقال _ عليه السلام _
:
«كلام اللّه لا تتجاوزوه، ولا تطلبوا الهدى في غيره فتضلوا». [2]
فانّا نرى أنّ الاِمام _ عليه السلام _
يبتعد عن الخوض في هذه المسألة
لما رأى من أنّ الخوض فيها ليس لصالح الاِسلام، وانّ الاكتفاء بأنّه كلام
اللّه أحسم لمادّة الخلاف.
[1]الاِسراء : 86. [2]التوحيد للصدوق: الباب 30، الحديث 2.