responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداء على ضوء الكتابِ والسنّة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 71

من الأمر وأنّه لا يبدو منه شيء: (يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ)أو من تبع أقاويل اليهود زاعماً أنّه تعالى أوجد جميع الموجودات وأحدثها دفعة واحدة لكنّها متدرّجات في البروز والظهور لا في الوجود والحدوث فلا يوجد منه شيء إلاّ ما أوجد أوّلاً [1]، أو كان معتقداً بالعقول والنفوس الفلكيّة قائلاً: إنّه تعالى أوجد العقل الأوّل وهو معزول عن ملكه يتصرّف فيه سائر العقول، إذ لابدّ لكلّ مسلم أن ينفي هذه المقالات ويعتقد بأنّه تعالى: (كُلَّ يَوْم هُوَ فِي شَأْن)يعدم شيئاً ويحدث آخر، يميت شخصاً ويوجد آخر، يزيد وينقص يقدّم ويؤخّر، يمحو ما كان ويثبت ما كان من الأُمور التكوينية، كما أنّه ينسخ ما يشاء من الأحكام التكليفية ويرفعه ويثبت غيره من سائر الأحكام .

وبما أنّ البداء منه تعالى بإحداث مالم يكن، وإظهار ما خفي من التكوينيّات، وكذا نسخه في التكليفيّات يجريان على ما اقتضته الحكمة الإلهية، وحسب ما أحاط به علمه من المصالح العامّة في محو شيء وإثبات شيء، وتغيير ما كان عليه أمر عمّا هو عليه تكويناً أوتكليفاً، فلا يبدو منه تعالى إحداث وتغيير فيما قضى في علمه في اللوح المحفوظ بعدم التغيير وجرى عليه ذلك في تقديره الأزلي، ولا يظهر منه تعالى فيما قضى عليه خلاف ما هو عليه.



[1] وهذا هو ما أشار إليه الحسين بن الفضل كما مرّ عليك في المقدّمة الرابعة.
نام کتاب : البداء على ضوء الكتابِ والسنّة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست