responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإيضاحات السَّنيّة للقواعد الفقهية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 421

ومن هذا يتّضح أنّ هذه الوظيفة ليست على عاتق عامّة المسلمين
بل هي على عاتق جماعة أو فئة خاصّة من المسلمين لهم القوّة والمنعة،
ولعلّ الآية السابقة ـ أعني قوله سبحانه:(وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ...) ـ تشير إلى
هذا القسم من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أي بالمعنى الأخص; لأنّ الآية الكريمة استعملت كلمة (أُمَّةٌ)، وهذه الكلمة، وإن كانت في اللغة تطلق أيضاً على الفرد الواحد لقوله سبحانه: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا للهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)[1]. لكنّها تدلّ ـ في الأعمّ الأغلب ـ على الجماعة، فأُمّة من الناس، أي جماعة منهم، علماً بأنّه لا يطلق كلمة (أُمَّةٌ)على كلّ جماعة، بل تلك الجماعة التي يشترك أفرادها في هدف واحد، وتجمعهم وحدة فكرية متينة.

وعلى هذا، يجب أن تقوم فئة من المسلمين مهمتها الوحيدة هي الدعوة والتبليغ بالقوّة على أن تكون ذات ثقافة إسلامية واسعة.

ويؤيّد ذلك ما رواه مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال: سمعته يقول، وسُئل عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أواجب هو على الأُمّة جميعاً؟ فقال: لا، فقيل له: ولِمَ؟ قال: «إنّما هو على القوي المطاع العالم بالمعروف من المنكر، لا على الضعيف الذي لا يهتدي سبيلاً إلى أيّ من أيّ يقول من الحقّ إلى الباطل، والدليل على ذلك كتاب الله عزّ وجلّ:(وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ)[2] فهذا خاص غير عام، وكما قال الله عزّ وجلّ:(وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ


[1] النحل:120.
[2] آل عمران:104.
نام کتاب : الإيضاحات السَّنيّة للقواعد الفقهية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 421
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست