(189)و أما اختلافهم في وجوب غسلها من النوم مطلقا، و فيمن قيد ذلك بنوم الليل،-فاعلم أن الليل غيب لأنه محل الستر-و لذلك "جعل الليل لباسا"-،و النهار شهادة،لأنه محل الظهور و الحركة،و لذلك جعله(اللّٰه)معاشا،لابتغاء الفضل،يعنى طلب الرزق،هنا،من وجهه.
فالفضل المبتغى فيه(أي في النهار)،من الزيادة و من الشرف.و هو زيادة الفضائل.فإنه يجمع(المرء فيه)ما ليس له برزق.فهو فضول.لأنه يجمعه لوارثه،أو لغيره.فان رزق الإنسان ما هو ما يجمعه،و إنما هو ما يتغذى به.
(190)فاعلم أن النائم(هو)في عالم الغيب بلا شك.و إذا كان النوم بالليل،فهو غيب في غيب!فيكون حكمه أقوى.و النوم،بالنهار، غيب في شهادة،فيكون حكمه أضعف.ألا تراه"جعل النوم سباتا" -فهو راحة بلا شك.و هو(أي النوم)بالليل أقوى،فإنه (أي النائم)فيه أشد استغراقا من نوم النهار.و الغيب أصل.
نام کتاب : الـفتوحات المکية طبع الهيئه المصريه العامه للکتاب نویسنده : ابن العربي، محيي الدين جلد : 5 صفحه : 176