نام کتاب : الـفتوحات المکية طبع الهيئه المصريه العامه للکتاب نویسنده : ابن العربي، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 300
(264-ا)(نقول:)فإذا تحرك هذا المدعى و أخذه الحال و دار، أو قفز إلى جهة فوق من غير دور،و قد غاب عن إحساسه بنفسه و بالمجلس الذي هو فيه،-فإذا فرغ من حاله و رجع إلى إحساسه،فسله:ما الذي حركه؟فيقول:"إن القوال قال كذا و كذا.ففهمت منه معنى كذا و كذا.
فذلك المعنى حركنى".فقل له:"ما حركك سوى حسن النغمة،و الفهم إنما وقع لك في حكم التبعية.فالطبع حكم على حيوانيتك.
فلا فرق بينك و بين الجمل في تأثير النغمة فيك".فيعز عليه مثل هذا الكلام و يثقل،و يقول لك:"ما عرفتني و ما عرفت ما حركنى"!فاسكت عنه ساعة،فان صاحب هذه الدعوى تكون الغفلة مستولية عليه.
(265)ثم خذ معه في الكلام الذي يعطى ذلك المعنى.فقل له.ما أحسن قول اللّٰه تعالى حيث يقول-و اتل عليه آية من كتاب اللّٰه تتضمن ذلك المعنى الذي كان حركة من صوت المغنى،و حققه عنده حتى يتحققه.-فيأخذ معك فيه،و يتكلم.و لا يأخذه لذلك حال و لا حركة و لا فناء.و لكن يستحسنه و يقول:"لقد تتضمن هذه الاية معنى جليلا من المعرفة بالله".-فما أشد فضيحته في دعواه! (265-ا)فقل له:"يا أخى،هذا المعنى بعينه هو الذي ذكرت لي أنه حركك في السماع البارحة،لما جاء به القوال في شعره بنغمته الطيبة.
نام کتاب : الـفتوحات المکية طبع الهيئه المصريه العامه للکتاب نویسنده : ابن العربي، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 300