نام کتاب : الـفتوحات المکية طبع الهيئه المصريه العامه للکتاب نویسنده : ابن العربي، محيي الدين جلد : 11 صفحه : 429
عنه بالليل،لم يصح هنالك الإمساك.فان إمساك النفس و الجوارح إنما هو في المنهيات،و هي في عالم الشهادة.فان عالم الغيب أمر بلا نهى، و لهذا سموا عالم الأمر.و ذلك لأن عالم الغيب عقل مجرد،لا شهوة لهم، فلا نهى عندهم في مقام التكليف.فهم كما أثنى اللّٰه عليهم في كتابه العزيز:
لاٰ يَعْصُونَ اللّٰهَ مٰا أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ مٰا يُؤْمَرُونَ -و لم يذكر لهم نهى عن شيء، لأن حقائقهم لا تقتضيه.
(429)فإذا صام الإنسان و انتقل من بشريته إلى عقله،فقد كمل نهاره،و فارقه الإمساك لمفارقة النهى،و التحق بعالم الأمر بعقله.فهو عقل محض،لا شهوة عنده.أ لا ترى إلى قوله-ص-في حقه:
"إذا أقبل الليل من هاهنا،و أدبر النهار من هاهنا،و غربت الشمس، فقد أفطر الصائم"-يقول:"و غربت الشمس عن عالم الشهادة، و طلعت على عالم عقله،فقد أفطر الصائم"-أي لم يمتنع فارتفع عنه
نام کتاب : الـفتوحات المکية طبع الهيئه المصريه العامه للکتاب نویسنده : ابن العربي، محيي الدين جلد : 11 صفحه : 429