responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکية طبع الهيئه المصريه العامه للکتاب نویسنده : ابن العربي، محيي الدين    جلد : 11  صفحه : 242

(228) أ داود أنت الامام الرضا و أنت ابن عم نبى الهدى
و أنت المهذب من كل عيب كبيرا و من قبله في الصبا
و أنت المؤمل من هاشم و أنت ابن قوم كرام تقى
و أنت غياث لأهل الخصاص تسد خصاصتهم بالغنى
أتاك كتاب حسود جحود أسا في مقالته و اعتدى
يخير يثرب في شعره على حرم اللّٰه حيث ابتنى
فان كان يصدق فيما يقول فلا يسجدن إلى ما هنا
و أي بلاد تفوق أمها؟ و مكة مكة أم القرى
و ربى دحا الأرض من تحتها
و مسجدنا بين فضله على غيره ليس في ذامرا
صلاة المصلى تعد له مئين ألوفا صلاة وفا
كذاك أتى في حديث النبي و ما قال حق به يقتدى
(229)و أعمالكم كل يوم وفود إلينا شوارع مثل القطا
فيرفع منها إلهي الذي يشاء و يترك ما لا يشأ
و نحن تحج إلينا العباد فيرمون شعثا بوتر الحصى
و يأتون من كل فج عميق على أينق ضمر كالقنا
لتقضوا مناسككم عندنا فمنهم سغاب و منهم معى
فكم من ملب بصوت حزين
فكلهمو أشعث أغبر يؤم المعرف أقصى المدى
فظلوا به يومهم كله وقوفا يضجون حتى المسا
حفاة ضحاة قياما لهم عجيج يناجون رب السما
رجاء و خوفا لما قدموا و كل يسائل دفع البلا
يقولون:يا ربنا اغفر لنا بعفوك و الصفح عمن أسا
(230)فلما دنا الليل من يومهم و ولى النهار أجدوا البكا
و سار الحجيج له رجة فحلوا بجمع بعيد العشا
فباتوا جميعا فلما بدا عمود الصباح و ولى الدجى
دعوا ساعة شدوا الشسوع
و آخر يهدى إلى مكة ليسعى و يدعوه فيمن دعا
و آخر يرمل حول الطواف و آخر ماض يؤم الصفا
فأبوا بأفضل مما رجوا و ما طلبوا من جزيل العطا
(231)و حج الملائكة المكرمون إلى أرضنا قبل فيما مضى
و آدم قد حج من بعدهم و من بعده أحمد المصطفى
و حج إلينا خليل الإله و هجر بالرمي فيمن رمى
فهذا-لعمرى!-لنا رفعة حبانا بهذا شديد القوى
(232)و منا النبي نبى الهدى و فينا تنبأ و منا ابتدى
و منا أبو بكر بن الكرام
و منا على و منا الزبير و طلحة منا و فينا انتشا
و منا ابن عباس ذو المكرمات نسيب النبي و حلف الندا
و منا قريش و آباؤها فنحن إلى فخرنا المنتهى
و منا الذين بهم تفخرون فلا تفخرون علينا بنا
ففخر أولاء لنا رفعة و فينا من الفخر ما قد كفى
(233)و زمزم و الحجر فينا فهل لكم مكرمات كما قد لنا؟
و زمزم طعم و شرب لمن أراد الطعام و فيه الشفا
و زمزم تنفى هموم الصدور و زمزم من كل سقم دوا
و من جاء زمزم من جائع
و فينا سقاية عم الرسول و منها النبي امتلا و ارتوى
و فينا المقام فأكرم به و فينا المحصب و المختبى
و فينا الحجون ففاخر به و فينا كداء و فينا كدى
و فينا الأباطح و المروتان فبخ!بخ!فمن مثلنا يا فتى؟!
و فينا المشاعر منشا النبي و أجياد و الركن و المتكى
و ثور و هل عندكم مثل ثور و فينا ثبير و فينا حرا
و فيه اختباء نبى الإله و معه أبو بكر المرتضى
فكم بين أحد إذا جاء فخر
و يثرب كانت حلالا فلا تكذب فكم بين هذا و ذا
و حرمها بعد ذاك النبي فمن أجل ذلك جا ذا كذا
و لو قتل الوحش في يثرب لما فدى الوحش حتى اللقا
و لو قتلت عندنا نملة أخذتم بها أو تؤدوا الفدا
و لو لا زيارة قبر النبي لكنتم كسائر من قد ترا
و ليس النبي بها ثاويا و لكنه في جنان العلى
(235)فان قلت قولا خلاف الذي أقول فقد قلت قول الخطا
فلا تفحشن علينا المقال و لا تنطقن بقول الخنا
و لا تفخرن بما لا يكون
و إلا فجاءك ما لا تريد من الشتم في أرضكم و الأذى
فقد يمكن القول في أرضكم بسب العقيق و وادى قبا

الحكم على اللذين تماريا في فضل مكة و المدينة

(236)فأجابهما رجل من بنى عجل،ناسك،كان مقيما بجدة، مرابطا.فحكم بينهما،فقال:

إنى قضيت على اللذين تماريا في فضل مكة و المدينة فاسألوا
فلسوف أخبركم بحق فافهموا فالحكم وقتا قد يجور و يعدل
فانا الفتى العجلي جدة مسكنى و خزانة الحرم التي لا تجهل
و بها الجهاد مع الرباط و إنها
شهداؤنا قد فضلوا بسعادة و بها السرور لمن يموت و يقتل
(237)يا أيها المدني أرضك فضلها فوق البلاد و فضل مكة أفضل
أرض بها البيت المحرم قبلة للعالمين بها المساجد تعدل
حرم حرام أرضها و صيودها و الصيد في كل البلاد محلل
و بها المشاعر و المناسك كلها و إلى فضيلتها البرية ترحل
و بها المقام و حوض زمزم مترعا و الحجر و الركن الذي لا يجهل
و المسجد العالي الممجد و الصفا و المشعران و من يطوف و يرمل
هل في البلاد محلة معروفة مثل المعرف أو محل يحلل؟
أو مثل جمع في المواطن كلها
شرفا لمن وافى المعرف ضيفه شرفا له و لأرضه إذ ينزل
و بمكة الحسنات يضعف أجرها و بها المسيء عن الخطيئة يسأل
يجزى المسيء على الخطيئة مثلها و تضاعف الحسنات منه و تقبل
(238)ما ينبغي لك أن تفاخر يا فتى أرضا بها ولد النبي المرسل
بالشعب دون الردم مسقط رأسه و بها نشا صلى عليه المرسل
و بها أقام و جاءه وحى السما و سرى به الملك الرفيع المنزل
و نبوة الرحمن فيها أنزلت و الدين فيها قبل دينك أول
هل بالمدينة هاشمى ساكن
و كذاك هاجر نحوكم لما أتى إن المدينة هجرة فتحملوا
فأجرتموا و قريتموا و نصرتموا خير البرية حقكم أن تفعلوا
فضل المدينة بين و لأهلها فضل قديم نوره يتهلل
من لم يقل:إن الفضيلة فيكمو قلنا:كذبت!و قول ذلك أرذل
لا خير فيمن ليس يعرف فضلكم من كان يجهله فلسنا نجهل
في أرضكم قبر النبي و بيته و المنبر العالي الرفيع الأطول
و بها قبور السابقين بفضلهم عمر و صاحبه الرفيق الأفضل
و العترة الميمونة اللاتي بها سبقت فضيلة كل من يتفضل
آل النبي بنو على إنهم أمسوا ضياء للبرية يشمل
(239)يا من تبص إلى المدينة عينه
قل للمدينى الذي يزدار داود الأمير و يستحث و يعجل
قد جاءكم داود بعد كتابكم قد كان حبلك في أميرك يفتل
فاطلب أميرك و استزره و لا تقع في بلدة عظمت فوعظك أفضل
ساق الإله لبطن مكة ديمة تروى بها و على المدينة تسبل
(240)انتهى الجزء الرابع و السبعون،يتلوه في الخامس و السبعين.

نام کتاب : الـفتوحات المکية طبع الهيئه المصريه العامه للکتاب نویسنده : ابن العربي، محيي الدين    جلد : 11  صفحه : 242
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست